خسر الهلال أمام الغرافة القطري وتأهل لنصف نهائي دوري أبطال آسيا بعد أن استغل القحطاني والمحياني فرصتين ثمينتين اقتنصاهما قبل الصافرة الأخيرة لحكم المباراة وأنقذا الزعيم الآسيوي من الخروج الكارثي إذا ما أخذنا بسيناريو الرباعية النظيفة من غرافة قطر. ففي ليلة الأربعاء الماضي ظهر الهلال سيئاً بشكل مجمل، فلاعبو الدفاع كانوا تائهين فيما قدم لاعبو الوسط أداءً عشوائياً وظلوا يتفرجون على لاعبي الغرافة وهم يهزون الشباك الزرقاء مرة ومرتين وثلاثاً وأربعاً. أما قصة خط المقدمة فهي حزينة بكل تفاصيلها، فضياع الفرص السهلة وخصوصاً من ياسر القحطاني زادت من صعوبة مهمة الأزرق في الدوحة وحوَّلت التأهل من بوابة الغرافة إلى عبور من عنق الزجاجة، يضاف إلى ذلك عدم نجاح جيرتس في اختيار التشكيل الأنسب بعد أن بدأ المباراة بالتركيز على الشق الهجومي ورمى على المحور الدفاعي الوحيد عبد اللطيف الغنام حمل المباراة رغم أنه دخل المواجهة وهو متفوق بثلاثة أهداف في لقاء الذهاب بالرياض. بعد مواجهة الدوحة خرجت أصوات كثيرة انتقدت مدرب الهلال البلجيكي إيريك جيرتس وهو حق مشروع، فكل شخص معرض للخطأ والإخفاق خصوصاً إذا ما كان ذلك واضحاً للعيان من خلال أداء الفريق المتهالك، ولكن الغريب في الأمر أن البعض تطرق إلى تشتت ذهن إيريك جيرتس وأنه دخل لقاء الإياب وهو يفكر في المغرب وضواحيها قبل أن يستلم مهمته الجديدة. وهنا أتساءل: هل جيرتس كان يجلس على دكة الاحتياط الهلالية ويتابع تلك الموقعة المنتظرة والشيقة بعينيه وعقله هناك في الدار البيضاء؟ أم أن جيرتس وصلت درجة التشتت له بأنه نسي أن الفريدي يمتاز بالنزعة الهجومية؟ أم أن جيرتس الذي تلقى عرض المنتخب المغربي من أشهر لم يفكر في مستقبله سوى في الدوحة؟ ما سبق أسئلة أجزم بأنها منطقية وكافية للرد على تلك الترهات التي طالت جيرتس وكأن البعض أضحى ينتظر أي سقوط للهلال حتى يبدأ بفرد عضلاته ويشخص الواقع الهلالي ويطلق أحكامه المطلقة بأن العلة فقط في جيرتس ويربط أي ظهور باهت للهلال بعقد جيرتس الجديد لقيادة منتخب أسود الأطلس! فلو عدنا إلى سيناريو المباراة نجدها ترد على كل من حمل جيرتس فوق طاقته، فالمواجهة بدأت بفرصة محققة لياسر القحطاني لو سجلها الهلال لتغيرت كل التفاصيل ولكان جيرتس في نظر نفس الأشخاص الذين انتقدوه ذلك المدرب المتمكن الذي استطاع أن يفاجئ الغرافة بهدف مبكر من خلال تركيزه الكبير على عمله في الهلال ولم يعر مهمته القادمة أي اهتمام في الوقت الراهن!! وبعد مرور الدقيقة الأولى من اللقاء أخطأ حسن خيرات في التمرير بشكل فادح واستغل لاعبو الغرافة ذلك وسجلوا هدفهم الأول الذي رفع من معنوياتهم.. فهل نستطيع أن نقول إن جيرتس استعان بحسن خيرات ليلة المباراة لمناقشة خطة عمله في المنتخب المغربي مما دفع خيرات لفقدان التركيز وتسليم الكرة لمهاجم الغرافة؟ وحتى لا نستعرض كل أحداث المباراة الدراماتيكية والطويلة بقي أن أذكّر بأن الفريق الهلالي سنحت له أكثر من فرصة محققة و(سهلة) لو أحرز إحداها ربما تغير مجرى المباراة، ورغم ذلك لا أستطيع أن أُبرئ ساحة جيرتس، فقد وقع في عدة أخطاء على صعيد التشكيل الأساسي أو التبديلات خلال مجريات المباراة ولكن تحويرها إلى انشغاله بتدريب المنتخب المغربي فهو أمر غير منطقي لأن (المنطق) يقول إنه رجل يملك قراره ولو أراد الرحيل عن الفريق الهلال لغادر بعد نهاية الموسم الرياضي الماضي. في النهاية أكمل مسلسل الأسئلة وأطرح هذا السؤال العريض: إلى ماذا يهدف من يؤكد أن جيرتس منشغل بالمنتخب المغربي وأن تفكيره منصب على مهمته المقبلة؟؟.. فهل يتوقع هؤلاء أن الحل الأنسب في الفترة الحالية أن تبعده الإدارة الهلالية وتتعاقد مع جهاز فني جديد لقيادة الفريق في دور الأربعة الآسيوي؟؟ الإجابة لديكم.. أما أنت يا جيرتس فعليك أن تتحمل تلك الآراء وتمضي لإكمال عملك الرائع مع الفريق الهلالي بعد إحداثك لنقلة داخل دهاليز الفريق الأول على عدة مستويات.. وعلينا أن ندعمك في الفترة الحالية ولا سيما أنك تقود الدفة التدريبية لأحد ممثلي الوطن في المهمة القارية.. لا أن نردد الموال الوهمي: (التشتت الذهني) وكأنه واقع لا مناص منه.