- النص: ليلة أوبتي من السفر بحثت في خزانة أرواب نومي عن قميص لي، زهري اللون، أرتديه في حضرة «الحلم»... فلم أجده!! ساقت لي الذاكرة قصة حرق الخادمة إياه، أثناء وجودي في القاهرة، كما روتها لي أمي... أغلقت الخزانة، وأرسلت في طلب القميص المحروق. - تداعيات النص: في عام 1901م حاضر الفيلسوف الفرنسي «هنري برجسون» في المعهد السيكلوجي العام في موضوع «الأحلام» وقال: إن الحواس لا تتعطل عن أداء وظيفتها أثناء النوم، وكل أثر يقع عليها يؤدي بالنائم إلى رؤية حلم مستمد منه. فإذا كانت قدماه، مثلاً، غير مستقرتين على نقطة ارتكاز، رأى كأنه طائر في الفضاء.. أما أرسطو فقد سبقه بأن درس الأحلام دراسة موضوعية وجردها من تدخل الآلهة -كما كانوا يعتقدون- فذكر أن الحلم يحول الإحساسات الخفيفة إلى إحساسات مكبرة. ف الصلصلة الخفيفة في أذن النائم يراها في الحلم برقاً أو رعداً وقع عليه . وعني فقد كان الحلم سقف الحرية الذي أشرخه كي أخرج منه إلى حريّة حلم مبتغى.. زهري.. لا تحجزه خزائن السموات أو الأرض.. وما من سلطان يقف على كتف الخزانة الأيمن أو الأيسر أو يقف أمامها وربما خلفها.. وكان النص المتداعي «في حضرة الحلم» قبل أن يحضر!!. د. هيفاء السنعوسي أستاذة الأدب بكلية الآداب في جامعة الكويت راسلتني بتاريخ17 نوفمبر 2009م وأخبرتني أنه عندها «كويز» لطلبتها، 70 طالباً وطالبة بالكلاس وسيكون لديهم سؤال تطبيقي، فاختارت أقصوصتي «في حضرة الحلم» ستقرؤها عليهم مرة واحدة بصوتها مع «باك قراند» صوتي ثم تطرح سؤالها.. واصفة الأقصوصة بأنها بسيطة لكنها جميلة حيث أعجبها الرمز الذي يختفي وراءها ويخدم موضوع تحدثت فيه مع طلبتها عن المرأة في أدب الخليج وإشكاليتها مع الرجل. «في حضرة الحلم» نص ساقني إليه الإلهام والماء يرشق جسدي تحت دش دافئ في صيف لا بأس به. كنت وكان صيف القاهرة 2006م، وفندق ماريوت الزمالك، غرفة «1534»، الفندق في حلته العصرية وقد بدأ معلماً حضارياً دون التاريخ في سجله سيرة ذلك المعلم. الماء يرشق جسدي والنص يحضر تحت الماء لا كما صدع عبد الحليم حافظ «إني أتنفس تحت الماء» وإنما «إني أسرد تحت الماء» استعارة نصية بتصرف وليأذن لي معبود الجماهير وهو تحت تربته الطاهرة طهره.. سردت تحت الماء وعلى الرف روب السباحة شقيق روب النوم الحاضر في النص، وبالقرب مني هاتفي المحمول، فكان أن سجلت النص رأساً وطار عبر الأثير إلى الهاتف المحمول ل امرأة تشبهني د. أمل الطعيمي.. تساءلت: كيف حضر النص وأنت في شغلٍ عنه!! تعني انشغالي بصيف القاهرة وما دروا أن الصيف خارج الوطن استدراج إلى النص أو إلى غواية النص، لا الانشغال عنه. أو كما قالت: د. هيفاء السنعوسي «لحظة الإلهام تختطف الأديب في أي وقت وفي أي مكان!. طلبة د. هيفاء تعاملوا مع النص حول صورة الكيان الأنثوي في الأقصوصة.. حيث أشارت إلى أن الإجابات كانت مميزة ومشوقة وأن درجاتهم كانت مرتفعة.. والمتميزين منهم ركزوا على صورة مصادرة العادات والتقاليد الخليجية لأحلام المرأة وتهميشها من قبل مجتمعنا.. فالأحلام متمثلة في القميص الزهري الذي يرمز للأنوثة الطاغية والإحساس المرهف والحلم المجنح الذي يصطدم بالواقع. طلبة لا يعرفون «هدى المعجل» ولا يعرفون القصة أو رؤى الكاتبة، هذا لأن الدكتورة هيفاء قرأت القصة بإحساس وبطريقة حكواتية ماهرة مرة واحدة ثم طرحت السؤال. أما أنا فقد قرأت ماذا؟ أو كيف قرأني من قرأ النص؟ ومن تكون أمي؟ أو من هي خادمتي؟ وما حجم خزانة أرواب نومي؟ أو كم روب زهري اللون أمتلك؟.. ربما لا أملك سوى هذا الروب الزهري فمن حرض الخادمة على حرقه هو بالذات والخزانة ممتلئة بالأرواب؟ حرقت الخادمة روبي الزهري إلا أن احتراقه لم يحول دون الإصرار على أن أرتديه في حضرة الحلم!! فهل سيكون حلم الحرائق؟؟!! [email protected]