ما يدفعنا لكتابة هذا التقرير البسيط عن كاميرات التصوير المخصصة للإنترنت سببان بسيطان أولهما توافر أنواع عديدة من هذه الكاميرات بحيث تصبح عملية الاختيار من قبل المستخدم لأي منها امرا مزعجا خصوصا لأولئك الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية في هذا المجال. وثانيهما ان هناك إقبالا واسعا على هذه الكاميرات وهو إقبال قد لا يمثل سوى الإرهاصة لتطبيقات أوسع وأشمل في مجال استخدام الإنترنت لإجراء مختلف الاتصالات السمعية والمرئية، وهو إقبال ينبغي ان يكون مبنيا على إدراك ان جميع أنواع الكاميرات المتواجدة في السوق متماثلة في أدائها وتركيبها ولكنها تختلف في تفاصيل جزئية معينة وبرامجها التشغيلية هذه التفاصيل المرتبطة بنوع السطح البيني وسرعة إرسال المعلومات ووضوح الصورةوكلفتها والملحقات التي تأتي معها وأخيرا نوع البرامج المستخدمة ويتعين على من يرغب شراء كاميرا تصوير رقمية أن يعطيها الاولوية. وأولى تلك الأجزاء وأهمها يتمثل في نوع السطح البيني فالأنواع القديمة والبطيئة من الكاميرات كانت تعتمد على الأسطح البينية التي كان تم تركيبها عبر منفذ الطابعة غير ان هذه الكاميرات لم يعد لها ذلك الوجود مع ظهور الكاميرا العاملة على الناقل المعياري العالمي usb الذي لا يكتفي بجعل أداء الكاميرات أسرع بل إنه يجنب الشخص عناء المشاكل الناتجة عن عملية التركيب والتجهيز والتحميل وهناك أيضا كاميرات تعمل على نظامي ISA و PCI عن طريق الكرت المركب على اللوحة الأم وهما أسرع من ناقل usb البيني غير أنهما أكثر تعقيدا أو أغلى ثمنا. وبالنسبة لأصحاب الأجهزة المحمولة فإن الكاميرات لا تزال تعتمد على تلك البطاقات السطحية البينية المخصصة للأجهزة المكتبية. والجزء الثاني مرتبط بسرعة نقل وتمرير المعلومات والرسائل او بسرعة البث وفي الغالب فإن هذه المسألة تعتمد على الألوان المستخدمة فاستخدام اللونين الأبيض والأسود فقط يساهم بشكل كبير في تسريع نسبة النقل وتقليل كمية المعلومات لكل إطار وبالتالي الحصول على أداء أفضل وهناك أيضا عامل آخر يتمثل في السرعة القصوى للبث وهي المواصفة التي تختلف من نوع لآخر. فكاميرا من نوع Kodak Dvc 325 التي يصل سعرها إلى 130 دولارا تصل سرعتها إلى 8FPs أو 8 إطارات في الثانية عند مستوى دقة 480x640 مقارنة بسرعة تصل إلى 120 مع كاميرات من نوع 3com homeconnect والتي يصل سعرها إلى 150 دولارا. ومن الضروري الانتباه إلى مستوى التركيز ووضوح الإظهار عند التدقيق في مستوى الصورة وفي هذا الشأن تظهر الكاميرات اختلافات واضحة فالبعض منها وهو الغالب تترك للشخص حرية تغيير التركيز من خلال أداة تدوير موجودة في العدسة نفسها والبعض الآخر وسعيا لحماية العدسة من التخريب والتصاق آثار الأصابع تعتمد على التحكم من بعد. وفي هذا الخصوص لابد من التذكير بان الضوء يلعب دورا أساسيا في أداء أجهزة التصوير فكلما قلت كمية الضوء والتي يتم قياسها بوحدة LUx زاد معدل المعالجة الضرورية لرفع أداء الكاميرا وهو ما يعني تقليل أداء الإطارات لكل ثانية. كما ان هناك أمرا مرتبطا بسعر الكاميرا وملحقاتها ففي الوقت الحالي تتراوح الأسعار في السوق الأمريكية على سبيل المثال ما بين 59 إلى 79 و 120 إلى 150 دولاراً وهذا ما يطرح السؤال عما إذا كان هناك فرق بين المجموعتين يبرر فرق السعر والجواب انه ليس هناك من فرق من ناحية سرعة النقل غير ان الشركات المصنعة تبرر ذلك الفرق بأنه يتمثل في كفاءة العدسة الذي سيؤثر بدوره على مستوى الصورة والحقيقة ان التجربة الشخصية تشير إلى ان فرق السعر هذا لا ينعكس بشكل كبير على أداء مختلف الكاميرات. وأخيرا فإن معظم الكاميرات تعتمد على برنامج Net Meeting من مايكروسوفت الذي يمكن تحميله مجانا من موقع الشركة غير أن هناك انواعاً أخرى من الكاميرات التي تأتي مجهزة ببرنامج معين يحتوي على إضافات بسيطة لا يستخدمها الشخص العادي ولكنها مكلفة ماديا. ولعل من الملاحظ على المستخدمين السعوديين عدم اهتمامهم بهذا النوع من الأجهزة اذ يندر مثلا ان تجد موقعا متخصصا لتبادل أو المشاركة في الصور الرقمية او نجد موقعا يقدم خدمة الكاميرات الحية. ويمكن تفسير هذا الأمر بأن للمستخدم السعودي تحرجا من نشر صوره على شبكة الإنترنت خاصة انها تقدمه بالصوت والصورة ويمكن استغلالها من قبل بعض العابثين والمخربين.