إن الموت حق والفراق صعب، وكل ما اشتد الحزن شُل التفكير وعجز القلم عن التعبير، ولا نقول إلا ما أمر الله به (إنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)، فكم يؤلمنا فراقك يا جدي ولكن إرادة الله فوق كل شيء، رحلت يا حبيبنا وأرواحنا تعتصر من الألم، دعيت فلبيت نداء ربك، فلو أن الموت يقبل فدية لفديناك، ولكنها الأقدار هي التي تختار، وإنها إرادة الله التي ليس منها بُد، فإلى جنان الخلد رحلت، وفي مستقر رحمته طبت، ولسنا وحدنا من يفتقدك، فقد منحك الله المحبة من جميع عباده في الحياة وفي الممات، فلله درك، فقد كنت مثالاً للحلم والعلم، ونوراً يستضاء به، فلا تمل يمينك من العطاء ولا لسانك من العظات والحكمة والذكر، فهكذا يرحل العظماء وتبقى ذكراهم العطرة في كل مجلس ومكان، هكذا أنت يا حبيبنا حتى أصبح ذكرك الطيب وساماً على صدورنا، نفخر به بعد أن فوجئنا بفقدك سريعاً أيها الحبيب كأنك لم تذهب، وكأن الحديث بيننا لم ينتهِ، ولكن لله الحكم من قبل ومن بعد. أيها الحبيب لملمتُ جراحي، فأبكيتُ عيون الناس من حزني عندما دخلتُ مجلسك ومقعدك ووجدت ركناك يعبق ببقايا من ذكراك، وهناك قصاصات من الأوراق التي كنت تقرأها لنا لنأخذ منها العبرة، وتكون لنا نبراساً نهتي به، وقدوة حسنة حتى نستطيع أن نضع خطواتنا على الطريق الصحيح في الحياة، فهكذا الأباء والأجداد، نستمد وجودنا منهم، فهم كنوز زاخرة بالحب والعطاء، فهل يدرك الأبناء قيمة تلك القلوب العظيمة، فجميلهم يطوق أعناقنا جميعاً، وعلينا أن نطبق ما غرسوه ينا، من قيم ومحبة وتسامح، ونستمر على خطاهم وعلى ما رسموه لنا، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، فكم افتقدناك أيها الحبيب الغالي، فبكت عليك قلوبنا من الحزن، وأظلمت الدنيا غاب ضيائها، وأجدبت الأرض التي كنت روضتها وبهاءها، فجمعنا الله بك في جناته ومستقر رحمته. اللهم اغفر لجدي عبدالرحمن الجميح وارحمه واعفو عنه وأكرمه، اللهم طيّب ثراه وأكرم مثواه وألهمنا الصبر على فراقه. حفيدك نواف بن عبدالعزيز المقرن