لم يسبق أن قرأت أو سمعت فتوى لأحد علمائنا الأجلاء بتحريم ممارسة النساء للرياضة ولا أظن أن أحداً يشك في جواز ممارسة الرياضة للجنسين دون الحاجة إلى الاستدلال بحديث مسابقة الرسول صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها وعن كل من أحبهما، فالأصل الجواز ما لم يرد نص بالتحريم. * اليوم الأربعاء تنطلق منافسات الأولمبياد الرياضي والثقافي الأول لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بمنطقة مكةالمكرمة 15-22 من الشهر الجاري وتنظمه جامعة الملك عبدالعزيز ويشارك في هذا الأولمبياد الرياضي طالبات أربع كليات جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة عفت وكلية دار الحكمة وكلية إدارة الأعمال في ثلاثة أنشطة رياضية الكرة الطائرة وتنس الطاولة والريشة الطائرة وجاء في الخبر الذي نشرته إحدى الصحف أن هذه الأنشطة ستكون بعيداً عن أعين الرجال وفي صالات مغلقة مخصصة لهن داخل سكن الطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز. وما دام أن الأمر كذلك فلا إشكال في إقامة مثل هذه المنافسات بين الطالبات لأنها داخلة في اللهو المباح. - إذن لماذا اللغط الدائر على الرياضة النسائية بين فئة ترى أنها ضرورة من ضروريات الحياة ولا بد من فرضها في مدارس البنات وفئة ترى خطورة ذلك على أخلاق البنات وحيائهن؟! الجواب أن الرياضة ذاتها ليست هدفاً لدى كثيرٍ من المنادين بها كحق مشروع للنساء إنما هي وسيلة لتنفيذ أجندة تغريبية واضحة لمن تتبع آراء المطالبين بها وحجم المطالبة وكمية المقالات المتعاضدة لفرض هذا الحق المزعوم على الرغم من أن هناك حقوقاً أهم للنساء لم يحصلن عليها بعد كحقوق الأرامل والمطلقات وغيرهن، بل إن المطالبين بفرض الرياضة النسائية في المدارس لم (يتحمسوا) لتجهيز المباني المدرسية المناسبة وقاعات المحاضرات ومعامل المواد العلمية والمختبرات والمقاصف المدرسية المناسبة، كما أن الانتقادات التي كانت توجه إلى وزارة التربية والتعليم فيما سبق تناقصت بشكل فاضح جداً في السنوات الأخيرة عنها قبل التشكيل الوزاري الأخير ولا أدري لماذا؟!!! فالمشكلة إذن ليست في ممارسة الرياضة ذلك لأنه حق مشاع لكل من أراد من الجنسين، إنما الخلاف في كيفية هذه الممارسة وما قد يترتب عليها فيما بعد، فالخبر الصحافي الذي أوردت بعضه أعلاه جاء تحت عنوان فرعي (خطوة أولى) على الرغم من أن نص الخبر لم ترد فيه هذه العبارة بتاتاً ولم يتفوه بها عميد شؤون الطلاب بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله مهرجي الذي لم يذكر والحق يقال في تصريحه ما يدعو إلى الريبة.. فما المقصود من خطوة أولى وما الخطوة الثانية، بل ما الخطوة العاشرة؟! - البنات أصبحن يمارسن الرياضة في الكلية ومتى توفرت الإمكانات في المدارس وتحققت الأولويات والبنية الأساسية التحتية بالإمكان مناقشة إدراج مادة التربية البدنية فيما بعد إلا إن كان المقصود بالخطوة الأولى ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى في قوله: (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ.. الآية). فذلك أمر آخر يثير الريبة ويجعل من يوصفون بالصحويين والإسلامويين والمتشددين والظلاميين والمتسوكين (نسبة إلى سنّة السواك) والمقصرين (نسبة إلى تقصير الثياب) والملتحين (هذه واضحة) على حق ما دام أننا نقرأ كلاماً جميلاً معنوناً بتهديد مبطن مثل (خطوة أولى)!! - بعض الكتاب الذين يمارسون الشتم والقذف ضد المتدينين بأبشع الصفات يهمهم إلى درجة كبيرة أن يبقى هذا الصراع المحتدم بينهم من جهة وبين المحافظين من جهة أخرى مستمراً لنصب الحبائل ل(المتحمس) منهم للإيقاع به في النقاش حول مسائل فيها (أخذ) و(رد) في محاولة جادة لجرهم لحوار في إطار الأحادية والرفض لكل ما هو جديد وللأسف أن بعض المحافظين (ينزلق) ويقع في هذه المصيدة فيتم تصوير المحافظين على أنهم رافضون لأصل الرياضة النسوية على الرغم من مخالفة ذلك لما يستدلون به من أحاديث وينسحب ذلك على كثيرٍ من المسائل الفقهية، فالكتاب الذين يطالبون ب(الجواز) يهيمون في واد والمحافظون الذين يصرون على التحريم في وادٍ آخر مع أن الأصل متفق عليه والخلاف على آلية التنفيذ فقط ومثال على ذلك الرياضة النسائية فلا أظن الغالبية يعارضون ممارسة مجموعة من البنات أي رياضة سواء كرة القدم أو السباحة أو غيرها في استراحة خاصة بعيدة عن أعين الرجال ولكن في المقابل لا نجد من بعض الكتاب الصحافيين الذين يشرعنون للرياضة النسائية حسب الطريقة الإسلامية بزعمهم أي نقد يوجه لمن خرج عن هذه الشرعية كفريق (كنجز يونايتد) النسائي الذي وصفه الخبر المذكور بأنه أول فريق نسائي سعودي لكرة القدم طبعاً حسب الشريعة الإسلامية التي تشبه نكتة ذبح الأسماك على الطريقة الإسلامية (!!) فهذا الفريق النسائي الذي تم الاحتفاء به إعلامياً وتم تكريمه من بعضهم (!!) ظهرت صوره في الصحافة والإعلام المرئي ب(لفافة) على بعض الشعر وبناطيل رياضية بعضها ضيق جداً ودون (جلابيب) حسب نص القرآن وظهرن عناصر الفريق في تقرير تلفزيوني بثته قناة (العربية) وهن يؤدين حركات التسخين وكاميرا المخرج تمر من خلف اللاعبات دون حياء وموقع (اليوتيوب) يشهد على ذلك لمن أراد التأكد والغريب في بداية التقرير بدت لوحة واضحة كتب عليها (ممنوع دخول الرجال) أي أنه مكان مخصص للنساء، فكيف دخل المصورون والمخرج ومعد التقرير، بل كيف تكون ممارسة الرياضة بعيدة عن أعين الرجال ثم يسمح بالتصوير التلفزيوني؟!! حقيقة شر البلية ما يضحك إلا إن كان طاقم قناة العربية جميعهم من النساء ولدى القناة تقنية عالية جداً لا تسمح بمشاهدة التقرير إلا للنساء فقط!!!! - أيا أيها المتشددون الظلاميون يا من تعانون الكبت الجنسي حسب وصف بعض الكتاب انتظروا ولا تستعجلوا فإن بقيت منافسات الأولمبياد النسائي داخل القاعات المغلقة بعيداً عن أعين الرجال فليس لكم (الإنكار) أما ان رأيتم الكاميرات تقتحم القاعات وتنشر الصور والقنوات تبث (حركات التسخين) فعندها سأعترف بأنني أحسنت الظن وأنكم على حق في تحذيراتكم وان القاعات المغلقة مثل لوحة (ممنوع دخول الرجال) التي صورها رجال ثم تجاوزوها لتصوير ما في الداخل لنقل تصريحات الحلم بالمنافسات العالمية و(بناتنا) وهن يتدحرجن على أرض الملعب على عينك يا (خاسر)!!