ربط عدد من العلماء إقامة أندية خاصة بالنساء بتوافر عدد من الضوابط الشرعية تضمن عدم تجاوز المحظورات خلال ممارسة النساء للرياضة في تلك الأندية، وقال أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي: «لا أعتقد أن هنالك مانعا شرعيا من حيث المبدأ في إنشاء أندية خاصة بالنساء ولكن إذا توافرت فيها عدة أمور، وهي أولا ميثاق تأسيسي يضمن ألا تكون هذه الأندية ذريعة لأي محظور شرعي أو عرفي، والثاني أن تتولى إدارتها شخصيات معروف عنها الأمانة والنزاهة والعلم وعدم التأثر بالتيارات التغريبية، والتمسك بالضوابط الشرعية وعدم التنازل عن الثوابت تحت وهم ظروف الواقع». وشدد السعيدي على وضع ميثاق أخلاقي لتلك الأندية يضمن نظاما دقيقا وصارما لمرتاديها.. «فإذا توافرت هذه الشروط فلا أعتقد أن هنالك ما يمنع من تأسيس نواد للنساء»، فيما تأتي اجتهادات السعيدي الفقهية تالية لإعلان أمانة العاصمة المقدسة أخيرا تشغيل ثلاثة أندية رياضية مغلقة للنساء بمكة المكرمة خلال الأشهر القليلة القادمة بتكلفة 28 مليون ريال، ويتم تشغيلها من قبل الأمانة وبكادر نسائي متكامل مع تجهيزها بجميع المستلزمات الرياضية والبوفيهات والمصلى ومضمار المشي؛ حيث قال مدير إدارة الحدائق والتجميل المهندس زكي حريري: «إن هذه الأندية الرياضية ستكون مقسمة بين النساء والرجال، بواقع ثلاثة أيام للنساء لممارسة الرياضة وبقية الأيام للرجال»، وأكد أن تلك الأندية ستكون مسورة من كافة جوانبها، وتضم في جنباتها صالات مغلقة ومواقع لممارسة رياضة المشي وملاعب كرة القدم والسلة والطائرة. وتتلاقى رؤية السعيدي إلى حد كبير مع اجتهاد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد بن موسى الشريف الذي يرى أن الرياضة النسائية جائزة شرعا بضوابط خمسة «ألا تكون من الرياضات التي حذر منها الأطباء والمختصون، أو التي تعرض المرأة لأضرار في جسدها، وألا تكون الرياضة مما تنكشف بها العورات أو تظهر على وجه فاضح، وألا تكون على وجه من التنافس الذي يجلب العداوات أو السب والشتم وسيئ الكلام»، وخلص الشريف إلى أنه «ينبغي عدم إطلاق القول بتحريم ممارسة المرأة الرياضة، كما ينبغي أيضا عدم إطلاق جوازها». وعلى الجانب الآخر لا يرى فريق من العلماء ضرورة شرعية لإنشاء أندية نسوية حتى لو تحجج البعض بالقضاء على ظاهرة البدانة التى انتشرت بين النساء وجلبت «أمراض السمنة» داعين إلى التعفف الكامل عن الممارسات الرياضية للنساء خارج المنزل، حتى ولو كانت ستمارسها بعيدا عن الرجال في أندية نسائية خاصة، ومبررات الرفض من هذا الفريق صعوبة خلو التجمعات النسائية من المحظورات ووسائل للفساد الخلقي؛ كما أن نظر الرجال إليها خلسة وتصويرها عبر عدسات الكاميرات الدقيقة المثبتة في أماكن معينة، أو المحمولة في الهواتف النقالة أمر محتمل، وأن الأفضل للمرأة والفتاة ممارسة الرياضة داخل البيت»