خلال أولمبياد 2012م، كان هناك أكثر من فتوى شرعية بعدم تمكين المرأة السعودية من المشاركة، وحجة التحريم ظهور المرأة أمام الرجال في أولمبياد لندن، وفي نفس الوقت هناك تحريم لممارسة المرأة للرياضة في أماكن مثل (مدارس البنات والنوادي النسائية) على الرغم من أنها مغلقة وحصراً على بنات جنسها وبعيدة عن عيون الرجال؛ وهو تناقض ومفارقة يكشفان جانب الغلو في الفتاوى الشرعية أحياناً بحق ممارسة المرأة للرياضة. أيضاً من الخطأ أن نعتقد أن هناك مساواة عمياء بين الرجال والنساء في المنافسات الرياضية، حيث الرياضة بجميع أشكالها، يتم تنظيمها بين الرجال والرجال أو النساء والنساء وليس بين الرجال والنساء؛ والأرقام تتكلم عن الفرق بين قدراتهم الجسمانية، وأن الرجل رياضياً هو الأسرع، والأعلى، والأقوى. من الفوائد التي تجنيها البشرية من مناسبات الأولمبياد، توعية الناس بالعلاقة الوثيقة بين الرياضة وصحة الجسم، سواء بزرع مفهوم درهم وقاية خير من قنطار علاج، أو تنمية النزعة الصحية لدى المصابين بالأمراض المزمنة التي تمكّنهم من ممارسة حياتهم بجودة كافية من خلال التحكم الدوائي والرياضي بوظائف الجسم للتقليل من الآثار السلبية من تلك الأمراض على نشاطهم الحركي .عادة يصاحب التحضير لكل أولمبياد عالمي حزمة من التطورات في مختلف المجالات ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الطب الرياضي وعلى الأخص عمليات الركبة الحساسة؛ طب الخيل البيطري ؛ العلاج الطبيعي؛ نظام الحمية والتغذية الصحية؛ مختبرات مكافحة المنشطات؛ أجهزة القياس والتوقيت بدقة تصل إلى أجزاء من الألف؛ أجهزة التصوير الفوري واللحظي، إجراءات الإسعاف الأولي، الأشعة السينية الفورية وأجهزة المسح والرنين المغناطيسي؛ أجهزة الكشف والتشخيص المحمولة والإسعاف الأولى؛ الأرضيات المقاومة للبكتيريا؛ الأرضيات لسلامة الخيل في ميدان قفز الحواجز للفروسية؛ أجهزة القياس الإلكتروني مع الفيديو لنتائج الرماية والمبارزة؛ اختراع ملابس السباحة عديمة المقاومة لاحتكاك الماء؛ تطور مستمر لأجهزة الساونا؛ تطوير مواد معقمة لمياه المسابح دون آثار جانبية على العيون. وقد شهد أولمبياد لندن 2012 م، ولادة ستة ابتكارات لأجهزة جديدة. سيعمل أقطاب الاستثمار على تصنيعها كمنتجات تجارية، وسيكون العالم الإسلامي من كبار المستهلكين لها، والسعودية، بلا شك، ستكون في مقدمتهم. الخلاصة: إن مقاومة البعض لفكرة ممارسة المرأة للرياضة في المدارس سببها الغلو الجائر على النساء؛ فلا ضير أن تمارس المرأة الرياضة في مدرستها أو ناديها، بعيداً عن أعين الرجال. الإحصاءات الميدانية تشير إلى تفشي السمنة والبدانة بين صغار السن من الشباب السعودي بنسبة خمس وأربعين في المائة، والنسبة في تزايد جلّها بين الإناث - الأعلى في العالم - وحيث إننا في عصر المعلومات، من النادر أن نجد رجلاً مسؤولاً على قدر من المسؤولية، يجهل أهمية الرياضة للجسم أو يجهل علاقة الرياضة بالصحة العامة، أو أن يتجاهل نصائح الأطباء عن حاجة كل من الجنسيين للنشاط الرياضي؛ عندها لا يمكن أن نصدّق أن هناك مسؤولاً مؤتمناً يرضى أن يقتصر توفير وسائل الرياضة للذكور دون الإناث؟ فنحن مؤتمنون على صحة بناتنا بدرجة مساوية لصحة أولادنا. إن اتخاذ الخطوات التنفيذية الجادة لجعل الرياضة حصة معتمدة في الجدول الدراسي في مدارس البنات، ليس فقط لممارسة الرياضة وإنما أيضاً لدراسة علومها وربما التخصص الجامعي في تطبيقاتها لتلبية حاجة المجتمع، وأهمها تعليم النساء أساليب العلاج الطبيعي للنساء. نقلا عن الجزيرة