يُعَد مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة ميداناً يصوّر تاريخ التحوّل الجذري من الحياة البدائية التي عاشها أجدادنا على أديم هذا الثرى الطاهر، إلى حياة الرقي والتقدم في صوره المتعددة عبر امتداد هذا الكيان الكبير والعزيز على قلوبنا، فكل زائر لقرية الجنادرية التي تحتضنها رياض العز ورياض التوحيد والوحدة، سيجد ما كان يجده الأجداد والآباء من قسوة وعناء في سبيل توفير لقمة العيش قبيل أن يقيّض الله لهذه البلاد رجلاً امتلأ قلبه بالإيمان والإخلاص والشجاعة، ليرسم قواعد وأسس قيام دولة كان قيامها حلماً تحقق بعد الله بعزيمة وروح وبسالة الرجال، بقيادة بأني الكيان وموحِّد الشتات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رفع الله مكانته في عليين - لتتحوّل الفرقة إلى ود ووحدة وينقلب شظف العيش إلى كسب كريم وعيش رغيد يتظلّل فيئه أبناء هذا الوطن العزيز، وليستمر النهج المبارك الذي سنّه مؤسس البلاد حين سار أبناؤه الملوك البررة من بعده عاهلاً بعد عاهل، حتى عمّ الأمن وانتشرت الرفاهية وساد الخير لينتفع به القريب والبعيد، وتبرز رسالة الجنادرية السامية في أهدافها الرفيعة في أبعادها لتخبر الأجيال بضرورة الحفاظ على الوحدة والعمل المتواصل لدفع عجلة التنمية في صورها المتعددة.