السكن من السكينة والاطمئنان.. النفس تسكن إلى الأمن والاستقرار والعيش الكريم.. من هنا نشأ حب الوطن.. والاندفاع بكل الطاقات للدفاع عن حدوده وحمايته من المعتدين بالنفس والنفيس، لأن الأرض والعرض متلازمان، وشرف المواطن وكرامة الوطن مترابطان. اليوم ذكرى قيام الكيان الكبير يحتضن الحرمين الشريفين بفضل الله تعالى ثم همة الملك المؤسس (عبدالعزيز) والمجاهدين من أبنائه وأجناده الأبطال من كل أنحاء المملكة.. صبروا وصابروا ورابطوا وحققوا المستحيل عبر سنوات النضال الطوال.. سنوات اتسمت بشظف العيش وقلة الإمكانات وانعدام المرافق الحيوية ووسائل العلاج وأبسط مقومات المعيشة. أعانهم الله تعالى فشيدوا البناء وسلموه للأبناء والأحفاد على أفضل صورة.. وأجمل مضمون. ندعو الله تعالى أن يجزل لهم الثواب ونتمنى على أبناء المملكة أن يعطوا النعمة حقها من الشكر ويحافظوا عليها ويورثوها لمن بعدهم أفضل وأكمل. وينبذوا كل متطرف لا يعترف بحق وطنه عليه وينسلخ من أهله ويشذ عن جماعته. نحن سلالة الأنصار والمهاجرين من حمل دعوة (محمد بن عبدالله) صلى الله عليه وسلم، أولى الناس بالأخوة الإسلامية والتعاطف مع المسلمين في كل مكان، لكننا مع ذلك لا نفرط بعمارة وصيانة وطننا العزيز بحدوده المعروفة، ولا نسمح لأي كان بالعبث بمكتسباته. مرحباً بيومنا الوطني.. تاج عز على رؤوسنا نحتفل به كل عام رمزا للوحدة والألفة والاتحاد دون عنصرية أو إقليمية.. أو أنانية لا تحترم حقوق الآخرين. أما كيف نحتفل بالمناسبة السعيدة.. وبخاصة الشباب، فالوسائل متعددة ومتاحة من خلال المناشط الثقافية بالأندية الأدبية والرياضية وجمعيات الفنون والمراكز المماثلة بالجامعات وغيرها، إذ تنظم المحاضرات وتعقد الندوات التاريخية والأمسيات الشعرية، ولا بأس من بعض الاستعراضات والفنون الشعبية، وكل هذه المناشط تستعيد أمجاد السلف الصالح الذي صنع الوحدة التي نتمتع بثمراتها اليوم بأحسن حال وأنعم بال. أما المحذور فهو عرقلة المرور بالشوارع وإزعاج المواطنين بالضوضاء وأبواق السيارات والتسبب بالحوادث، إلى غير ذلك من تصرفات غير حضارية لا تنسجم وثوابتنا الدينية وما جُبلنا عليه من مكارم الأخلاق والأصالة العربية. وطننا الغالي أمانة بعنق كل مواطن من أبنائه، إذا لم يحموه ويصونوه لا يستحقون العيش فيه والانتماء له. الجميع سيكونون عند حسن الظن بهم، إن شاء الله.