حولت حركة طالبان وسط العاصمة الأفغانية كابول إلى ميدان معركة على مدى حوالي أربع ساعات أمس الاثنين, وذلك من خلال هجمات مسلحة وانتحارية منسقة شنها 20 عنصرا من مقاتليها, مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً بينهم 7 مسلحين وإصابة 71 شخصا بجروح. وهاجم مسلحو طالبان والانتحاريين عدة مواقع في كابول مستهدفين منطقة القصر الرئاسي وبنوك ومتاجر ووزارات حكومية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد حنيف اتمار أن 5 أشخاص قتلوا من بينهم طفل، مضيفا أن 71 شخصا جرحوا من بينهم 35 مدنيا معظمهم مصاب بجروح طفيفة, مضيفاً أن 7 إرهابيين قتلوا في الهجوم. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم وقالت أن أكثر من 20 من مسلحيها شاركوا في الهجوم. وتخلل هذه الهجمات تفجيرات وإطلاق نار كثيف بالأسلحة الأوتوماتيكية والرشاشات الثقيلة وخلفت سيارات متفحمة ومبان مشتعلة, ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمسلحين. وأفادت مصادر أمنية أفغانية وشهود عيان بأن عددا من مسلحي طالبان احتلوا مبنى حكوميا بوسط كابول على مقربة من القصر الرئاسي. واندلعت النيران بعد أن هاجم مسلحون مدججون بالسلاح مركزي تسوق ودار سينما والفندق الوحيد من فئة الخمس نجوم في العاصمة الأفغانية، وقاموا بتفجير عبوات ناسفة، بحسب شهود عيان ومسؤولين. وسمع دوي انفجار آخر في وقت لاحق في منطقة أخرى من وسط المدينة حيث يوجد الحي الدبلوماسي والمكاتب الحكومية. وذكرت محطة تولو التلفزيونية الخاصة انه هجوم انتحاري بسيارة ملغومة أمام مركز تجاري آخر. وجرت المعركة الكبرى عند مركز (جراند أفغان) التجاري الواقع قرب وزارة العدل والقصر الرئاسي. وشبت النيران في المركز وكان المسلحون محاصرون داخله, حسبما ذكر زاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية. وكان أحد سائقي وكالة فرانس برس اكتر محمد على مسافة 50 مترا من مفرق على مقربة من وزارة الخارجية حين انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري. وجاء الهجوم في الوقت الذي كان فيه عدد من وزراء حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يؤدون اليمين الدستورية. وهجوم الأمس هو أشرس وأجرأ هجوم على العاصمة الأفغانية منذ نحو عام.