قال طبيب بيطري حكومي أمس (الخميس) إن محققين يعكفون على البحث عما إذا كانت جراثيم الجمرة الخبيثة لعبت دوراً في حوادث غامضة تضمنت نفوق أكثر من عشرة من "الثور الأميركي" (البيسون) في محمية في مناطق الهنود الحمر في ولاية مونتانا. وأوضح الطبيب البيطري مارتي زالوسكي أن حيوانات الثور الاميركي -التي نفقت منذ عطلة الرابع من تموز (يوليو) في محمية فورت بلكناب للهنود الحمر- ربما تكون أصيبت بالجمرة الخبيثة. لكنه قال إن الأمر يتطلب إجراء مزيد من الاختبارات لتأكيد ما قال إنها شكوك مبكرة. وقالت "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" إن بكتيريا الجمرة الخبيثة توجد بصورة طبيعية في التربة، لكنّ العدوى والمرض الفتاك اللذين تسببهما نادرا الحدوث لدى البشر والحيوانات في الولاياتالمتحدة. وأضافت أن جراثيم الجمرة الخبيثة قد تبقى كامنة في البيئة سنوات عدة، من دون أن تهضم أو تدخل إلى الجهاز التنفسي خلال رعي الحيوانات أو الحيوانات البرية. وقال زالوسكي إن النتائج المستقاة من اختبار نسيج مأخوذ من ثور أميركي في منطقة فورت بلكناب، ستساعد مسؤولين في قطاع الزراعة وفي قبائل الهنود الحمر وفي الحياة البرية في تحديد مدى خطورة الوضع بالنسبة إلى المرض الغامض، مشيراً إلى أن "ما نريده هو استبعاد أن تكون الجمرة الخبيثة". وفي العام 2001 أرسلت مجموعة من الطرود والخطابات التي لوثها أشخاص بالجمرة الخبيثة لتصل عبر البريد الأميركي إلى جهات معينة وذلك في هجمات متعمدة أدت إلى وفاة خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين. وذكر زالوسكي انه في حين أن الوفاة السريعة والأعراض الأخرى التي ظهرت لدى معظم إناث الثور الأمريكي في فورت بلكناب تشير إلى الإصابة بالجمرة الخبيثة إلا ان من السابق لأوانه إعلان تحذير، موضحاً أن آخر تفش للجمرة الخبيثة في مونتانا حدث في العام 2008 وقتل 300 ثور أميركي في مزرعة تجارية كما أصاب أيضاً الأيائل والثيران. وتعرض نحو نصف عدد قطعان الثور الأميركي لمرض "البروسيلا" البكتيري الذي يتسبب في إجهاض الأبقار. ويخشى أصحاب المزارع من أن يهدد تفشي المرض الولاية الخالية منه، ما دفع العلماء الى إجراء دراسات وجمع بيانات حكومية للتوصل الى عدم توافر شواهد تعضد انتقال "البروسيلا" في البرية من الثور الأميركي الى الأبقار.