قال مديرو "متنزه يلوستون القومي الأميركي" إنهم يفكرون في إجراء تعديلات على سياسات أسهمت في مقتل الآلاف من ثيران "بيسون" الأميركية النقية السلالة، بدعوى القضاء على انتقال الأمراض إلى الثروة الحيوانية. ولا تزال ثيران "متنزه يلوستون" مثاراً لجدل محتدم في شأن خطة إدارية صيغت منذ 15 سنة تسعى إلى الإبقاء على ثلاثة آلاف فقط من هذا الحيوان، فيما لا تسمح بقتله إلا إذا هاجر من المتنزه شتاءاً قاصداً ولاية مونتانا المتاخمة بحثاً عن الغذاء. ويخشى مربو الماشية في مونتانا أن تصيب الحيوانات الشاردة من ال "بيسون" أبقارهم بمرض "بروسيلا" الذي انتشر في المتنزه في بادئ الأمر من الثروة الحيوانية المحلية. ويؤدي المرض إلى إجهاض الأبقار، وتعريض وضع الولاية الخالية من المرض إلى الخطر. غير أن أنصار التوسع في تربية الثور الأميركي ومن يروجون للسياحة في مونتانا يقولون إنه يتعين السماح للحيوان أن يتنقل بحرية من دون التعرض لخطر الموت، لأن هذه القطعان تمثل تراثاً خصباً من الحياة البرية يجتذب حوالى ثلاثة ملايين زائر سنوياً إلى "متنزه يلوستون". ويبحث مديرون حكوميون ورجال قبائل محليون في ستة بدائل وخيارات إدارية طرحتها وكالات عدة، منها ولاية مونتانا و"هيئة متنزه مونتانا القومي". وطرحت هذه البدائل في استطلاع لأخذ رأي الجمهور حتى 15 حزيران (يونيو) المقبل، وتتراوح هذه الخيارات بين فتح "متنزه يلوستون" ليستوعب الآلاف من قطعان الثيران الأميركية من دون تعريضه لخطر القتل، وبين خطة ربما تشهد إعدام مزيد من هذه الحيوانات المحدودبة الظهر. وكانت هذه الحيوانات الضخمة الجثة، والتي تحولت الى أيقونة، تجوب منطقة غرب الميسيسبي بأعداد كبيرة، إلا أن عمليات الصيد الجائر أدت الى تناقص أعدادها في شكل كبير بعدما وجدت ملاذاً آمناً لها في يلوستون في مطلع القرن العشرين. وقدرت أعداد الثور الأميركي في المتنزه العام الماضي بنحو أربعة آلاف و900، بزيادة قدرها ألف و900 رأس عما تسمح به إدارة المتنزه، وفقاً لخطة وافقت عليها قبائل من الهنود الحمر الأصليين ووكالات حكومية، منها المتنزه و "إدارة الثروة الحيوانية" في مونتانا التي تشرف على قطعان ال "بيسون". وقتل 700 من رؤوس الثور الأميركي تقريباً التي ضلت طريقها إلى مونتانا بعد نقل معظم هذه الحيوانات إلى القبائل التي ذبحتها، وأيضاً من خلال الصيد خارج حدود يلوستون. وكان نشطاء من السكان الأصليين الأميركيين في هيلينا، عاصمة ولاية مونتانا، نظموا احتجاجات على قتل مئات من الثور الأميركي هذا العام.