بعد مساع مكثفة، أعلنت الأممالمتحدة مساء أمس أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجماعة الحوثيين وافقا على هدنة إنسانية غير مشروطة سيبدأ تطبيقها في اليمن اليوم وستستمر حتى نهاية شهر رمضان. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أنه تلقى موافقة هادي على الهدنة، وحصل على «ضمانات» من الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح «باحترام الهدنة بشكل كامل». وقال في بيان إنه «يتطلع قدماً نحو التزام كل أطراف النزاع في اليمن الهدنة الإنسانية غير المشروطة ابتداء من اليوم الجمعة عند منتصف الليل بتوقيت اليمن حتى نهاية شهر رمضان» مشدداً على أن من «الملح أن تصل المساعدات الى كل المحتاجين في اليمن من دون معوقات خلال الهدنة غير المشروطة». وأكد على ضرورة وصول المساعدات الى «كل مناطق اليمن بما في ذلك عن طريق المرافىء البحرية والجوية» مذكراً «كل الأطراف في النزاع بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني حماية المدنيين». وأعرب بان عن امتنانه لجهود مبعوثه الخاص الى اليمن الذي يعمل مع كل الأطراف اليمنيين «لاتخاذ إجراءات بناء الثقة نحو وقف دائم لإطلاق النار وتطوير آلية لانسحاب القوات وإطلاق السجناء السياسيين واستئناف عملية سياسية شاملة تتوافق مع قرار مجلس الأمن 2216». وقال إن هذه الإجراءات ستكون «جزءاً من اتفاق أشمل سيتطلب المزيد من المشاورات». ودعا بان كل أطراف النزاع الى التعاون الكامل ودعم مبعوثه الخاص الى اليمن مشدداً على أن «الحل الوحيد القابل للاستمرار للنزاع في اليمن يكون من خلال حوار ومفاوضات سياسية شاملة وسلمية». وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موافقته على إعلان هدنة إنسانية من خمسة أيام «يمكن أن تجدد مرتين في حال عدم انتهاكها من الحوثيين». وأكد أن أي «تحركات للحوثيين والموالين لهم خلال الهدنة ستقابل برد عسكري من قوات التحالف من دون إعلان مسبق على أن يستمر الحظر والتفتيش الجوي والبحري على اليمن لمنع وصول السلاح والدعم العسكري الى الحوثيين». وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد غادر صنعاء أمس، بعد أربعة أيام من المفاوضات مع جماعة الحوثيين والقوى الحليفة لها، متوقعاً إعلان هدنة إنسانية خلال 24 ساعة. في الوقت ذاته، تواصلت المواجهات في اليمن، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، مع استمرار الغارات الجوية على مواقع حوثية ومخازن ذخائر في صنعاء ومحافظات أخرى. وفيما أكد مسلحو المقاومة الموالون لهادي في عدن وتعز، أنهم غير ملتزمين أي هدنة لا تشمل انسحاب الحوثيين من المدينتين، صعّدت الجماعة لهجتها، واعتبرت «اللجنة الثورية العليا» التابعة لها في بيان إن «مناجزة المعتدي ومن معه، صارت الخيار الوحيد المتاح للشعب اليمني». وأشارت التحركات الميدانية للأطراف اليمنية المتصارعة إلى نقيض أجواء التفاؤل التي أشاعتها جهود موفد الأممالمتحدة لوقف الحرب. وقال ولد شيخ أحمد لدى مغادرته مطار العاصمة أمس: «خرجنا من الزيارة الثالثة لصنعاء بشيء من التفاؤل الحذر، وهناك بعض النقاط التي يمكن أن تنقلنا إلى أمام، وخلال الساعات ال 24 المقبلة سنعلن الهدنة الإنسانية». وتحدّث عن «بعض المشاورات التي يتولاّها مكتب الأمين العام للأمم المتحدة مع الأطراف المعنية في الرياضوصنعاء، والتفاؤل كبير بهدنة إنسانية». في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية وطبية أن قوات الحوثيين جدّدت أمس قصفها الأحياء الشمالية والغربية في مدينة عدن بالمدفعية وصواريخ «كاتيوشا»، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى مدنيين وجرح 15 آخرين، في سياق محاولة الجماعة إخضاع أحياء البريقة والمنصورة والشيخ عثمان ودار سعد، حيث تتمركز عناصر المقاومة وأنصار الرئيس هادي. وتواصلت معارك الكر والفر في مدينة تعز (جنوب غرب) وفي محيط مدينة مأرب (شرق صنعاء)، وسط قصف متبادل بالمدفعية والأسلحة الرشاشة. وأفادت مصادر قبلية وعسكرية بأن الحوثيين والقوات الموالية لهم «استطاعوا التقدم شرق محافظة شبوة وجنوبها وباتوا قريبين من محافظة حضرموت المجاورة، في طريقهم إلى منطقة العبر التي ترابط فيها الوحدات العسكرية الموالية للرئيس هادي». إلى ذلك، أكدت مصادر المقاومة أن 25 حوثياً قُتِلوا أمس خلال ضربات لطيران التحالف استهدفت مواقع الجماعة في عدن ولحج. وأضافت أن عناصرها أحرزوا تقدماً باتجاه قاعدة العند الجوية، وأجبروا الحوثيين على الفرار من مواقعهم. وكان طيران التحالف واصل غاراته على مواقع للحوثيين ومخازن أسلحة، وسُمِع دويُّ انفجارات في صنعاء، يُعتقد بأنها ناجمة عن غارات على معسكرات «الحفا وعطان والنهدين». وأشارت مصادر عسكرية إلى أن القصف طاول مواقع للجماعة في عدن ولحج ومأرب وعمران والجوف وصعدة. وروى شهود في محافظة البيضاء أن التحالف استهدف معسكر قوات الأمن الخاصة الذي يسيطر عليه الحوثيون بسلسلة من الغارات، كما استهدف في محافظة ذمار تجمعات مسلحة للجماعة، ومقرات حكومية في مديرية آنس.