كثفت طائرات التحالف العربي أمس غاراتها على مواقع ميليشيا جماعة الحوثيين ومخازن أسلحتهم ومنازل قيادات عسكرية وقبلية موالية للجماعة وللرئيس السابق علي عبدالله صالح في صنعاء، في وقت بدأ مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ مشاوراته مع ممثلين عن الجماعة وحزب «المؤتمر الشعبي» من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية. ونقلت وكالة «رويترز» عن راجح بادي المتحدث باسم الرئيس عبد ربه منصور هادي، أن الحكومة اليمنية الشرعية تجري مشاورات للحصول على ضمانات لنجاح الهدنة. وأضاف أن الآلية التي طرحتها الحكومة لتنفيذ القرار رقم 2216 تطالب بضمانات حقيقية بأن المساعدات ستصل لمن يحتاجونها، مشيراً إلى أن المحادثات جارية لرفع الحصار عن عدن وتعز ولحج والضالع. وفي نيويورك أبلغت الأممالمتحدة هيئات المساعدات الإنسانية أن التوصل الى هدنة في اليمن «أصبح متوقعاً خلال وقت قريب» في وقت لا يزال المبعوث الخاص اسماعيل ولد شيخ أحمد يواجه ثلاث عقبات ترجىء إعلان الهدنة أو وقفاً محدداً لإطلاق النار وهي «مدة الهدنة وكيفية مراقبتها ونطاقها الجغرافي» حسب مسؤول في الأممالمتحدة. وقال ديبلوماسي عربي مطلع على المشاورات الجارية إن التحالف العربي «متمسك بانسحاب الحوثيين من عدن على الأقل بالتزامن مع الهدنة، وهي حاجة ماسة خصوصاً للتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية الى عدن ومناطق أخرى في البلاد في ضوء منع الحوثيين السفن من الوصول الى ميناء المدينة». واضاف أن على الأممالمتحدة «تأمين الحماية لشحنات المساعدات خصوصاً أن شحنات الإغاثة تصل بشكل دائم الى صنعاء بينما يمنع قصف الحوثيين واعتداءاتهم وصولها الى المناطق الأخرى كعدن وتعز والضالع ولحج». وتطالب حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي الأممالمتحدة «بتأمين مراقبين لتقديم تقارير عن مدى تقيد الأطراف بالهدنة، وهذه مهمة لا يمكن الهيئة المعنية بتوزيع المساعدات القيام بها، ما يتطلب إيجاد آلية أخرى من الأممالمتحدة للتمكن من تحديد الأطراف التي تخرق الهدنة أو التي تتقيد بها». ووفق المصدر الديبلوماسي نفسه فإن ولد شيخ أحمد «يعمل في صنعاء على الحصول على ضمانات من الحوثيين بعدم انتهاك الهدنة أو استخدامها لتعزيز مواقعهم العسكرية، وتحديد الآليات للبناء على الهدنة بهدف التوصل الى وقف لإطلاق النار، يتزامن مع انسحاب الحوثيين من عدن على الأقل». وكان متوقعاً أمس أن «يبلغ ولد شيخ أحمد الأممالمتحدة حصيلة مشاوراته مع الحوثيين في صنعاء خلال ساعات قليلة، علماً أن الأممالمتحدة أبلغت الهيئات الإنسانية أن التوصل الى هدنة أصبح قريباً جداً». وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن ولد شيخ أحمد «لا يزال يعمل مع الأطراف اليمنيين للتوصل الى هدنة أو احتمال وقف لإطلاق النار، وهو يجري لقاءاته في هذا الإطار في صنعاء مع الحوثيين وأطراف آخرين، بعدما أمضى أياماً في الرياض». وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أجرى خلال الأيام القليلة الماضية اتصالات هاتفية بكل من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي» وهو «يواصل مشاوراته مع الأطراف أملاً في التوصل الى وقف لإطلاق النار توافق عليه الأطراف» المعنية. وكان وفد يمني يمثل الرئيس هادي أجرى لقاءات في نيويورك خلال الأيام الثلاثة الماضية التقى فيه أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمي العضوية، وسفراء مجموعة مجلس التعاون الخليجي ومسؤولين في مكتب الأمين العام بان كي مون. وضم الوفد مستشار الرئيس اليمني أحمد بن مبارك ووزير الخارجية السابق عبدالله الصايدي. وطالب الوفد اليمني مجلس الأمن بالضغط على الحوثيين بهدف «التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 2216 الذي يعد حزمة واحدة ويجب التعاطي مع مواده على هذا الأساس، وبما يؤدي الى وقف العدوان الداخلي» الذي يشنه الحوثيون وقوات صالح، حسب بن مبارك. في غضون ذلك تواصلت أمس المعارك في أنحاء متفرقة من مدينة تعز وفي شمال مدينة عدن وشمال الضالع وعلى أطراف مدينة مأرب، وأكدت مصادر المقاومة المؤيدة لشرعية الرئيس هادي، مقتل عشرات الحوثيين خلال المواجهات التي رافقتها غارات جوية لقوات التحالف استهدفت الخطوط الأمامية لميليشيا الجماعة ومخازن أسلحتهم. وأفادت مصادر محلية بأن معارك هي الأعنف اشتدت أمس شمال غربي مأرب في منطقة العطيف، وفي غربها في منطقة الجفينة بين الحوثيين ومسلحي القبائل، استخدم خلالها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وسط قيام رجال القبائل بصد الزحف الحوثي المتواصل منذ ثلاثة أشهر للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز. وأضافت المصادر أن طيران قوات التحالف شن عدة غارات على مواقع الجماعة في منطقة بيت الدماجي غربي مأرب، كما استهدف مواقعهم في مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف المجاورة، وفي مديرية سفيان في محافظة عمران. وطاولت الغارات مواقع الحوثيين في عدن ولحج وشبوة كما استهدفت معسكر الدفاع الجوي في مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز. وشهدت صنعاء لليوم الثالث على التوالي قصفاً هو الأعنف منذ أربعة أسابيع، وأكد شهود ومصادر أمنية، أن غارات طيران التحالف دمرت في جنوب العاصمة مقر الأمانة العامة لحزب صالح (المؤتمر الشعبي) كما نسفت منزل نجل الشقيق الأكبر لصالح وكيل جهاز الأمن القومي السابق عمار صالح، إلى جانب منزل قائد قوات الأمن المركزي السابق اللواء عبدالملك الطيب ومنزل تاجر السلاح الموالي للحوثيين فارس مناع. كما استهدف القصف في شمال صنعاء، معسكر مدرسة الحرس ومنزل الزعيم القبلي الموالي للحوثيين دغسان أحمد غسان في منطقة الجراف ومنزل قائد الشرطة الجوية عبد الرحمن الكبسي في منطقة ذهبان، كما ضربت الطائرات مجدداً معسكر الدفاع الجوي في منطقة خشم البكرة على المدخل الشرقي للعاصمة، وطاولت معسكرات جبل النهدين في محيط القصر الرئاسي وألوية الصواريخ في منطقة فج عطان ومعسكرات الحفا قرب جب نقم ومعسكر قوات الاحتياط في حي السواد جنوبي العاصمة. وأكدت مصادر عسكرية أن طيران التحالف دمر مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في مواقع متفرقة في محافظة عمران كما استهدف معسكرات تدريب ومنصات إطلاق صواريخ، بالتزامن مع ضربات متواصلة للطيران والمدفعية السعودية على مواقع الجماعة المتمردة بامتداد الشريط الحدودي في مديريات محافظتي صعدة وحجة. من جهة أخرى، نقل موقع «يمن برس» عن مصدر عسكري يمني، أن قيادات من الجيش تشرف على الاستعدادات الجارية للزحف نحو عدن ولحج وتعز لتحريرها من ميليشيا الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كما تستعد قوات خاصة من الجيش اليمني لتخليص محافظة المكلا من مسلحي «القاعدة». وذكر المصدر أن قيادات في الجيش المؤيد للشرعية تشرف منذ أيام على إعداد كتائب خاصة مدربة على حرب العصابات والشوارع، لتنفيذ تلك المهمات.