أثار إعلان تشكيل قوة من المتطوعين المسيحيين في إطار «الحشد الشعبي»، حفيظة أحزابهم، التي حذرت من تبعات إضفاء الصبغة الدينية على جهود محاربة تنظيم «داعش»، ومخاطر ذلك على النسيج الاجتماعي. وكان قائد كتائب «بابليون» المسيحية ريان الكلداني، أعلن تخرج قوة مؤلفة من 800 متطوع مسيحي في دورة عسكرية، وأكد مشاركتهم في القتال بإمرة أبو مهدي المهندس، الذي يتولى رئاسة «هيئة الحشد الشعبي». وقال سكرتير حزب «بيت نهرين الديموقراطي» روميو هكاري ل «الحياة»: «سمعنا بتشكيل قوات مسيحية تحت قيادة الحشد الشعبي، ونحن لا نعتبرها قوات تابعة لشعبنا، وكل قوة مسيحية إذا لم تحصر مهامها في المشاركة بتحرير مناطقنا المغتصبة وحمايتها، خصوصاً سهل نينوى ومدينة الموصل وأطرافها، لن يكون معترفاً بها منا»، لافتاً إلى «وجود مبالغة كبيرة في إعلان العدد الذي التحق بالقوة المذكورة، كما لا نعرف هويتهم الحقيقية وقادتهم وطبيعة انتمائهم». وكان نحو 130 ألف مسيحي نزحوا من محافظة نينوى باتجاه مدن إقليم كردستان في أعقاب سقوطها في يد «داعش»، وأعلنت لاحقاً أربع قوى مسيحية فتح معسكرات لاستقبال متطوعين، لكنها أخفقت في تشكيل قوة موحدة. وأضاف هكاري أن «نحو 200 إلى 250 متطوعاً ضمن قوتنا المعروفة بقوات سهل نينوى، تخرجوا في دورة تدريبية، على أن يلتحق 150 آخرون بمراكز التدريب، وهناك استعداد تام للمشاركة في عملية تحرير الموصل»، لافتا إلى أن هذه القوة «لم تتلق إلى الآن تجهيزات عسكرية من قوات التحالف أو البيشمركة، لكن نأمل في القريب العاجل أن يتم تسليحها». من جانبه، قال سكرتير الحركة «الديموقراطية» الآشورية رئيس كتلة «الرافدين» في البرلمان العراقي يونادم كنا ل «الحياة»: «لا علم ولا علاقة لنا بتشكيل قوة مسيحية في إطار الحشد الشعبي، سوى أننا شاهدنا لقطات في التلفاز لمتطوعين يعلقون في صدورهم صلباناً، وهذا يسيء إلى الصليب ويشكل خطراً على النسيج الاجتماعي، وهو أمر مرفوض بالمطلق، والقضية ليست دينية، بل هناك تنظيم إرهابي يعادي العراقيين جميعاً». وأضاف: «لدينا وحدات حماية سهل نينوى ولها خصوصياتها، وقد تخرج فوجها الأول وتعداده 570 عنصراً، على أن تتبعه أفواج أخرى، ونؤكد أن هذه القوة ستكون في القريب العاجل في المواقع الأمامية، على رغم أن حضورنا تأخر نسبياً بسب إجراءات التنسيق مع غرفة العمليات المشتركة وحكومة إقليم كردستان».