احتفل المسيحيون في العراق برأس السنة البابلية الجديدة 7309 التي تصادف الأول من نيسان (ابريل) من كل عام بمسيرات وتجمعات حاشدة شارك فيها آلاف الأشخاص، إلا أن الخلافات الدائرة بين الفصائل السياسية المسيحية على خلفية الانتخابات المحلية الأخيرة هيمنت على هذه الاحتفالات الضخمة. وشهدت محافظة دهوك (أقصى شمال العراق) تجمعين احتفاليين ضخمين، الأول في مركز المحافظة ونظمته «الحركة الديموقراطية الآشورية» برئاسة النائب يونادم كنا، فيما نظم التجمع الثاني «المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري» المكوّن من عدد من الأحزاب المسيحية، في قرية شيوز على أطراف مدينة دهوك. وشدد المسؤولون السياسيون في كلماتهم خلال التجمعين على ضرورة توحيد الصف الكلداني السرياني الاشوري في العراق، والمطالبة بمنح المسيحيين كل حقوقهم القومية، فيما ذهب بعضهم الى أبعد من ذلك بالدعوة الى منح المسيحيين حق الحكم الذاتي في مناطق وجودهم في سهل نينوى. وأطلق المشاركون في الاحتفالات هتافات قومية ووطنية مطالبين بإقرار حقوق المسيحيين في العراق واقليم كردستان، فيما تقدمت المسيرات فرق من الأطفال والشباب بالأزياء التراثية، وفرق الكشافة، إضافة الى فرق العرض. ويعود أصل الاحتفال بعيد رأس السنة البابلية الآشورية التي تسمى «اكيتو» الى السومريين، إلا أن هذا الاحتفال اتخذ مراسيمه الخاصة ومكانته في عهد الكلدانيين في بابل حيث كان العيد يدوم 12 يوماً ويرمز الى شهور السنة الاثني عشر. وكان شارع الموكب الذي يخترق بوابة عشتار يشهد كبرى الاحتفالات به وانتقل بعد ذلك الى الآشوريين ليحتفلوا به. وهناك اختلاف واضح على تحديد تاريخ هذا العيد ايضاً، ففيما كان الكلدان يحتفلون بمرور 7309 سنوات على العيد، احتفل الآشوريون بمرور 6759 عاماً. ويرجع أصل الاختلاف بهذا العيد الى طريقة الاحتفال به في هاتين الامبراطوريتين القديمتين. وتنافست «الحركة الديموقراطية الاشورية» بقائمة «الرافدين» على مقاعد المسيحيين في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، فيما دعم «المجلس الشعبي» قائمة «عشتار الوطنية» التي تمكنت من الفوز في بغداد ونينوى، فيما حصلت قائمة «حزب الاتحاد الديموقراطي الكلداني» بزعامة النائب ابلحد افرام ساوا على مقعد محافظة البصرة. ولم تتوان قائمتا «الرافدين» و «عشتار» عن اطلاق الاتهامات ضد بعضهما بعضاً في خصوص خرق الاعراف والقوانين الانتخابية، ما يعكس عمق الخلافات بين الفريقين. وسبق أن تعرض المسيحيون في العراق الى أعمال قتل وتهجير وخطف منظمة، كان آخرها في مدينة الموصل شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. ويطالب «المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري» الذي شكل عام 2007 برعاية وزير المال والاقتصاد في حكومة اقليم كردستان العراق سركيس اغا جان، بمنح المسيحيين حكماً ذاتياً لهم في سهل نينوى ومناطق وجودهم الأخرى، فيما تطالب «الحركة الديموقراطية الاشورية» بصيغة أخرى هي الادارة الذاتية.