جددت قوى مسيحية مطالبها بتشكيل محافظة في سهل نينوى (400 كلم شمال بغداد) لكنها تواجه عقبات عدة، منها إصرار رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي على رفضه الإقتراح، وإدراج إقليم كردستان المنطقة ضمن المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل. وقال رئيس كتلة «الرافدين» النيابية يونادم كنا في تصريح إلى «الحياة» إن «رفض النجيفي تشكيل محافظة في سهل نينوى رأي شخصي نحترمه، ولكن المطلب أمر طبيعي كونه يعد تقسيماً إدارياً وليس على خلفية اثنية أو قومية أو دينية، كما حصل مع محافظات دهوك وصلاح الدين والنجف والمثنى». وزاد ان «في إقليم كردستان قد يذهبون إلى استحداث ثلاث محافظات اخرى، فهل هذا يعتبر خرقاً دستورياً»؟ وأضاف: «لا يحق لمسؤول عراقي أو مؤسسة سلب حق يعود إلى سكان المنطقة». وأوضح كنا أن «من يسوق الأمر تحت عنوان مسيحي أو غير ذلك، يعادي المسيحية ولا يكن الاحترام للتعدد الديني والقومي، والعراق تحرر لكن هذه المنطقة ما زالت تعيش التهميش والاقصاء»، مشيراً إلى أن أهم العقبات التي تواجه مشروع محافظة سهل نينوى هو أن «التحالف الكردستاني يدرجها ضمن المناطق المتنازع عليها وهذه المشكلة الأكبر، كما أن المنطقة تحتاج إلى استقرار شامل، وقد تكون هناك عقبات أخرى من خلفيات نبرة قومية عنصرية أو تعصبية وهذا نواجهه من بعض الجماعات». وكان النجيفي وصف خلال لقائه محافظ نينوى أثيل النجيفي السبت دعوات تشكيل المحافظة بأنها «غير دستورية وغير مقبولة وخطيرة، كونها ستعيد الخلافات الدينية والمذهبية»، وتابع أن «هذه المحافظة ستضر بمستقبل وأمن المسيحيين واستقرارهم، ولا يعقل أن نوافق على هذه الدعوات كونها تركز على اسس مذهبية ودينية». وأشار كنا إلى أن «لا حلول سحرية للمشكلة، وما زالت مشكلة المناطق المتنازع عليها لم تحل، ونرى أن بعض السكان يطالبون باستقدام قوات لربما غير حكومية لحمايتهم، وعندما تستقر الامور السياسية ومن ثم الامنية فحينها ستكون الظروف مناسبة لإجراء أي تغيير إداري». وذكر السكرتير العام للمجلس القومي الكلداني ضياء بطرس في تصريح إلى «الحياة» ان «تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية ما زالت تطالب باستحداث محافظة في سهل نينوى لجميع المكونات الاثنية والقومية والعرقية التي تسكن تلك المنطقة على أساس إداري جغرافي بعكس ما يشاع عن أنها محافظة للمسيحيين والتي نرفض هذه التسمية رفضاً قاطعاً لأن هناك جهات تريد تسويف القضية»، وأضاف: «شكلنا وفداً لزيارة الكتل وصانعي القرار السياسي لطرح المشروع عليهم ومعرفة المؤيدين له من الرافضين، والكتل التي أيدت مبدئياً المشروع هي كتلة التحالف الوطني وحزب الدعوة وكتلة الاحرار الصدرية والتحالف الكردستاني، إضافة إلى ممثلين عن الشبك والإيزيديين الذين لم يكونوا في منأى عما تعرض له المسيحيون». وزاد بطرس أن «هناك اختلافات داخل ائتلاف العراقية إذ أن بعض نوابها أيدوا الفكرة، إلا آن آخرين رفضوها». وأعلن في مدينة اربيل، في أيار (مايو) الماضي تأسيس تجمع «التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية» للمطالبة بمحافظة خاصة في سهل نينوى الذي يقطنه خليط من المسيحيين والشبك والايزيديين، فضلاً عن إدخال فقرة في مسودة مشروع دستور إقليم كردستان مادة تمنحهم الحق في الحصول على حكم ذاتي فيه.