يعتزم المسيحيون العراقيون توجيه مذكرة الى الرئاسات الثلاث تطالب بالموافقة على استحداث محافظة خاصة بهم في منطقة سهل نينوى، ومطالبة أربيل بحكم ذاتي في المناطق التي يشكلون فيها الغالبية. وأقرت الأحزاب والمنظمات المسيحية في اجتماع عقدته أول من أمس في بغداد مذكرة ستوجهها الى رئاسات الجمهورية والبرلمان والوزراء للمطالبة باستحداث محافظة ل «الشعب الكلدو أشوري السرياني»، ومطالبة رئاسة الوزراء بصورة خاصة بتنفيذ التوصيات التي أقرها البرلمان لمواجهة استمرار استهداف المسيحيين. وكان البرلمان العراقي شكل لجنة برئاسة رئيس كتلة الرافدين المسيحية يونادم كنا بعد الهجوم المسلح على كنيسة سيدة النجاة أوخر تشرين الاول (اكتوبر) العام الماضي. وجاء في بيان صادر عن «تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية» عقب الاجتماع ان «استحداث محافظة في منطقة سهل نينوى لشعبنا وباقي المكونات القومية والدينية في مناطق من سهل نينوى، هو الحل الدستوري لمعاناة شعبنا من العمليات الإرهابية التي إستهدفته في بغداد والموصل». وانتقد البيان «تواصل هذه العمليات الإرهابية من دون أن ترتقي المعالجات الحكومية إلى مستوى الاستهداف، ومعالجة هذه الحالة تتطلب دعم القوى المؤمنة بالعملية السياسية والمصير المشترك لمطلبنا هذا». وطالب البيان رئاسة اقليم كردستان ب «تفعيل المادة 35 في مسودة دستور الإقليم حال إقرارها والمتعلقة بمنح الحكم الذاتي لشعبنا في الإقليم، ومعالجة ما تبقى من التجاوزات على أراضي قرى شعبنا». وشدد على «ضرورة تأجيل البت بتسوية الأراضي في القرى التي تعود ملكيتها لأبناء شعبنا والتي لا يتواجد فيها أصحابها الشرعيون ومنحهم المدة الزمنية الكافية ليتسنى لهم العودة إلى قراهم وأراضيهم لتسوية أمورها قانونياً». بدوره، نفى عضو المكتب السياسي ل «الحركة الاشورية الديموقراطية» شومائيل بنيامين ان تكون مطالبة المسيحيين باستحداث محافظة هو ل «اسباب دينية أو انشاء محافظة تكون للمسيحيين حصراً». وقال ل «الحياة» اننا «لم نطالب بمحافظة لطائفة أو ديانة بل طالبنا باستحداث محافظة على أساس أداري في منطقة سهل نينوى». وأضاف ان «هذه المنطقة على رغم انها تضم غالبية من الشعب الكلداني الاشوري السرياني الا ان فيها قوميات وادياناً أخرى مثل الشبك والايزيديين». وعلل سبب المطالبة باستحداث محافظة الى «أفتقار هذه المناطق الى الخدمات لبعدها عن مركز محافظة الموصل»، مشيراً الى ان «استحداث محافظة تضم ادارياً هذه المنطقة سيوقف هجرة المسيحيين الى خارج العراق، لأن المستهدفين في بغداد وغيرها من المحافظات سيلجأون الى هذه المحافظة موقتاً ثم سيعودون الى المحافظات التي جاؤوا منها عند زوال الخطر». وأكد ان «المطالبة ستشمل ايضاً تفعيل التوصيات التي أقرها البرلمان وأحالها الى مجلس الوزراء لتنفيذها»، مبيناً ان «التوصيات تشمل توفير الامن وحماية المسيحيين ومناطقهم من خلال تشكيل أفواج حماية من ابنائهم وتفعيل الجوانب الادارية في المناطق التي يشكلون غالبية فيها». وعن مطالبتهم بإنشاء مناطق حكم ذاتي في أقليم كردستان، اعتبر ان «هذا المطلب ينسجم مع مسودة دستور أقليم كردستان الذي تقضي المادة 35 منه بمنح حكم ذاتي للاقليات في المناطق التي يشكلون فيها غالبية». وعن المناطق المستهدفة، أوضح ان «منطقة عين كاوة ذات غالبية مسيحية ومناطق أخرى في محافظة دهوك». وقال نائب الامين العام ل «الحزب الوطني الاشوري» عمانوئيل خوشابا إن الاجتماع افضى الى مذكرة سيتم رفعها الى الرئاسات العراقية الثلاث ورئاستي الاقليم والحكومة في كردستان. وأضاف خوشابا في تصريح الى «الحياة» أن «الاجتماعات بين القوى السياسية المسيحية ستتواصل وستستمر». وأكد أن ابرز محاور المذكرة هو «المطالبة باستحداث محافظة في مناطق من سهل نينوى تتمثل فيها مكونات واعراق تلك المنطقة». وتابع «لم نطالب بمحافظة مسيحية تقتصر على المسيحيين فقط بل طالبنا بمحافظة تجمع كل مكونات وقوميات واديان منطقة سهل نينوى ويتمثلون فيها جميعاً». الى ذلك، دعا رئيس كتلة الرافدين النائب يونادم كنا إلى «محاكمة منفذي جريمة كنيسة سيدة النجاة محاكمة عادلة»، معتبراً ان «تفعيل العمل الاستخباري هو الكفيل بوقف استهداف المسيحيين وغيرهم». ورأى ان «هناك تعثراً في العمل الاستخباري بما يخص كشف الجناة وإعتقالهم قبل ان تقع الجريمة»، معتبراً ان «هذا التعثر سببه الولاءات الحزبية المتعددة في الجهاز الاستخباري خصوصاً في بغداد والموصل». وأكد ان «تفعيل عمل الجهاز الاستخباري ليس من شأنه حماية المسيحيين والكنائس فقط، بل حماية كل الاهداف السهلة التي تعرضت وتتعرض لهجمات المجرمين ومن يقف وراءهم من بعض الدول». وأعرب عن أمله في ان «تتم محاكمة منفذي الهجوم الارهابي على كنيسة سيدة النجاة محاكمة عادلة لينالوا الجزاء الذي يستحقونه».