للمرة الثانية خلال أسبوع، مددت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، المهلة النهائية لإبرام اتفاق، ما أثار تساؤلات في شأن قدرة الجانبين على التوصل إلى صفقة تطوي ملفاً شائكاً منذ 13 سنة. (للمزيد) وأشارت طهران وباريس إلى ثلاث مسائل أساسية عالقة في المفاوضات، فيما تحدثت موسكو عن ثماني قضايا، لافتة إلى «مشكلة رئيسة تتعلق بالعقوبات» تتمثل في إصرار إيران على رفع الحظر على بيعها أسلحة الذي فرضه مجلس الأمن عام 2010، في مسألة ربطتها روسيا بمكافحة الإرهاب. لكن الولاياتالمتحدة لم تبدِ استعداداً للتراجع في هذا الصدد، اذ قال مسؤول أميركي بارز في فيينا إن أي اتفاق محتمل لن يتضمن رفع القيود التي فرضها مجلس الأمن على البرنامج الصاروخي لإيران وتجارتها في الأسلحة التقليدية. وأضاف: «نتحدث خصوصاً عن تدابير تطاول الأسلحة والصواريخ، شملتها قرارات (مجلس الأمن)، في إطار البرنامج النووي الإيراني». لكنه أقرّ بأن لطهران حقاً في برنامج صاروخي تقليدي، وزاد: «لا نركّز على المهل النهائية، ولا نخطط للموافقة على تمديد المفاوضات 3 الى 6 أشهر أخرى». وتابع: «لم نكن يوماً أقرب (إلى اتفاق)، وعلى رغم ذلك، لم نبلغ بعد المرحلة التي يجب أن نبلغها». وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف تمديد العمل باتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست عام 2013، إلى بعد غد الجمعة، ل «إتاحة وقت إضافي للتفاوض». وأضافت: «نتعامل مع المفاوضات يوماً بيوم، لنرى إذا كان ممكناً التوصل إلى اتفاق شامل. حققنا تقدماً كبيراً في كل المجالات، لكن هذا العمل فني جداً وحساس بالنسبة إلى كل الدول المشاركة فيه. ونحن مهتمون بنوعية الاتفاق، أكثر من موعد التوصل إليه». وأشارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى «مواصلة المحادثات في الأيام المقبلة»، مستدركة: «هذا لا يعني أننا نمدّد المهلة التي نفسّرها في شكل مرن، ما يعني أننا سنأخذ الوقت والأيام التي نحتاجها لإنجاز اتفاق». وتابعت: «هذا أمر ما زال ممكناً، ولو أننا نمرّ الآن بفترة صعبة. أمامنا فرصة... وعلينا مسؤولية مهمة جداً لا يمكن أن نضيّعها». وزادت: «دخلنا المرحلة الأكثر صعوبة، لكنها أيضاً أكثر مرحلة حقيقية من المفاوضات. كنا نعلم أن الأمر سيكون صعباً ومليئاً بتحديات، وفي أحيان يكون شاقاً ومشوباً بتوتر، وفي أحيان نحقق تقدماً». ولفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى ثماني قضايا ما زالت عالقة في المفاوضات، وزاد: «هناك مشكلة كبرى واحدة فقط في ما يتعلق بالعقوبات، هي حظر الأسلحة. ورفع الحظر على تزويد إيران أسلحة مطلوبة لمكافحة الإرهاب، هو هدف وثيق الصلة». أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فتحدث عن ثلاث نقاط أساسية عالقة في المفاوضات، وتابع: «نصرّ على القيود الضرورية على البحوث النووية والتطوير، والعقوبات وإعادة فرضها، والبعد العسكري المحتمل» للبرنامج النووي الإيراني. وأكد ناطق باسم الوفد الإيراني أن «حظر الأسلحة هو واحد من القضايا العالقة» في المفاوضات، فيما نقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) عن ديبلوماسي إيراني قوله: «ما زالت هناك ثلاث قضايا يجب حسمها، هي العقوبات وقرارات الأممالمتحدة (العقوبات) والنشاط النووي». ونسبت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) إلى «مصدر قريب» من الوفد الإيراني في فيينا، أن فشل الطرفين في إبرام اتفاق سببه «الولع الشديد للطرف الآخر بالعقوبات، وتعلقه العاطفي المفرط بمجلس الأمن وقراراته». لكن ديبلوماسياً إيرانياً في فيينا قلّل من أهمية تمديد المفاوضات، معتبراً الأمر «مشكلة غربية»، وزاد: «وفدنا مستعد للبقاء على طاولة المفاوضات من دون قيود زمنية، لأننا نبحث عن اتفاق جيد. كل خطوطنا الحمر باقية ولن نتخطاها أبداً».