مددت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، المهلة النهائية لإبرام اتفاق يطوي الملف، إلى الثلثاء المقبل بعد فشل الجانبين في التوصل إلى صفقة بحلول منتصف ليل أمس، بسبب خلافات جوهرية واتهامات غربية لطهران بالتراجع عن بنود تضمّنها اتفاق الإطار المُبرَم في لوزان في نيسان (أبريل) الماضي. (للمزيد) وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي عاد إلى فيينا بعد زيارة سريعة إلى طهران ل «التشاور»، أعلن أنه يحمل «تفويضاً» من القيادة الإيرانية لإبرام اتفاق. وعلى رغم أن الطرفين عقدا جولات مفاوضات كثيرة، منذ التوصل إلى اتفاق لوزان، إلا أنهما فشلا في ردم هوة عميقة في شأن قضايا أساسية، أبرزها آلية رفع العقوبات المفروضة على إيران وإعادة فرضها تلقائياً إذا لم تلتزم باتفاق محتمل، وتفتيش مواقعها العسكرية واستجواب علمائها النوويين، إضافة إلى مدة أي اتفاق ومسألة البحوث والتطوير في البرنامج النووي الإيراني. وقالت ناطقة أميركية في فيينا، إن إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «قررت تمديد التدابير المتخذة في إطار خطة العمل المشتركة (اتفاق لوزان) حتى 7 تموز (يوليو)، لإتاحة مزيد من الوقت أمام المفاوضات للتوصل إلى تسوية بعيدة الأمد في الملف النووي الإيراني». إعلان تمديد المفاوضات سبقه تمديد الاتحاد الأوروبي لسبعة أيام، تجميد عقوبات على طهران، من أجل «إعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات، للتوصل إلى اتفاق بعيد الأمد». وكان مسؤول أميركي بارز أشار إلى «قضايا حقيقية وصعبة تجب تسويتها، للتوصل إلى اتفاق شامل». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر أن «المفاوضات تتقدّم في اتجاه سليم»، وزاد: «تبقى قضايا تتصل في شكل أساسي بمشكلات ذات طابع إجرائي، أكثر منه تقنياً. لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن النتائج باتت في متناول اليد». والتقى لافروف ظريف، الذي اجتمع أيضاً مع نظيره الأميركي جون كيري. وفي محاولة لدفع المفاوضات، اصطحب الوزير الإيراني حسين فريدون، شقيق الرئيس حسن روحاني ومساعده، ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي الذي كان أدى دوراً في التوصل إلى اتفاق لوزان، مع وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز. وزار الأخير صالحي في غرفته، مطمئناً إلى وضعه الصحي بعد خضوعه لجراحة. وقال ظريف بعد لقائه كيري: «لم أذهب (إلى طهران) لنيل تفويض، أحمل أصلاً تفويضاً للتفاوض. انأ هنا للتوصل إلى اتفاق نهائي، وأعتقد أن في إمكاننا تحقيق ذلك». وتحدث كيري عن إجرائه «مشاورات جيدة» مع الوزير الإيراني. وكان الأخير قال لدى وصوله إلى فيينا أن «المفاوضات بلغت مرحلة حساسة، ولن نقبل سوى باتفاق منصف ومتوازن يحترم حقوق الشعب الإيراني». لكن عضواً في الوفد الإيراني المفاوض نبّه إلى أن «التقدّم ضئيل جداً»، ونفى تصريحاً نسبته وكالة «فرانس برس» إلى مسؤول أميركي بارز مفاده التوصل إلى نظام يتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول المنشآت الإيرانية «المشتبه فيها»، مشيراً إلى أن طهران لن تكون مُجبرة على السماح بتفتيش كل مواقعها العسكرية. ووصف المصدر الإيراني هذه التصريحات بأنها «مضلِّلة»، معتبراً أن هدفها «التأثير سلباً في المفاوضات». وفي واشنطن (الحياة) كرر الرئيس باراك اوباما انه لن يوقع «اتفاقاً سيئا» مع ايران. مشدداً على ضرورة توافر آلية «قوية» للتحقق من هذا البرنامج. وقال اوباما في مؤتمر صحافي بعد لقائه الرئيسة البرازيلية «آمل بان يتوصل (المفاوضون) الى اتفاق لكن تعليماتي واضحة للغاية (...) قلت منذ البداية انني ساغادر طاولة المفاوضات اذا كان الامر يتعلق باتفاق سيء».