خيم تشاؤم أمس، على فرص إبرام اتفاق على البرنامج النووي لإيران خلال المفاوضات الماراثونية التي تجريها هذا الأسبوع مع الدول الست في فيينا، فيما اتسع حجم الهوة في مواقف الطرفين قبل اقتراب المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق في 24 الجاري. واعترفت موسكو ليل أمس بأجواء توتر معتبرة أن التوصل إلى اتفاق بات «صعباً جداً». وما لم يحصل أي تقدم مفاجئ في اتجاه تذليل العقبات الكثيرة، فإن من المرجح أن تلجأ واشنطن وعواصم الغرب الأخرى، إلى تمديد المهلة إلى آذار (مارس) المقبل، باعتبار ذلك الخيار الأفضل لتفادي إعلان الفشل الذي لا يخدم مصالح أي من الأطراف، علماً أن ثمة صعوبة أكبر في التوصل إلى اتفاق بعد التمديد، مع تولي الجمهوريين مطرقتي مجلسي الشيوخ والنواب في 20 الشهر الجاري، وزيادة فرص فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران .(للمزيد) وقبل توجهه إلى فيينا أمس، للمشاركة في المفاوضات مع إيران، توقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس، حيث التقى نظيره الفرنسي لوران فابيوس، كما التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وبحثا في المفاوضات مع إيران. وأشار فابيوس وكيري في مؤتمر صحافي مشترك إلى أن الطريق طويل أمام التوصل إلى اتفاق، وأكدا أن نقاط خلاف ما زالت تتطلب حلاً وشدّدا على رغبتهما في التوصل إلى اتفاق. ولفت كيري إلى أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «تخوض المفاوضات موحدة»، فيما أعاد فابيوس التذكير ب «حق إيران في برنامج نووي مدني، ولكن لا يحق لها أن تطور سلاحاً ذرياً». وفي أبرز مؤشر إلى عقبات تعترض الاتفاق، أبدى الاتحاد الأوروبي في بيان، «أسفه بشدة» لإخفاق إيران في تبديد مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق ب «أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها» و «الاشتباه في إجرائها بحوثاً لإنتاج قنبلة ذرية». وأصدر الاتحاد بيانه خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة التي أكدت أن إيران لم تقدم بعد التفسيرات اللازمة قبل أربعة أيام من انقضاء مهلة التوصل إلى اتفاق شامل في فيينا. وشدد البيان على «ضرورة حل كل القضايا العالقة من أجل التوصل إلى تسوية شاملة طويلة الأمد». في المقابل، قالت مصادر مطلعة في طهران إن حظوظ التوصل إلى اتفاق لا تتجاوز خمسين في المئة، مشيرة إلى أن «نقطة الخلاف الأساسية تنحصر في وضع آلية، لرفع العقوبات الاقتصادية، فيما يقترح الغرب تعليقها». وقال ديبلوماسي إيراني ل «الحياة» إن الإرادة السياسية التي تمتع بها مفاوضو الجانبين هي التي أوصلت المفاوضات إلي هذه المرحلة، لكن هؤلاء المفاوضين لم يبرهنوا عن إرادة سياسية في الشوط الأخير، خصوصاً منذ محادثات مسقط، ما ساهم في إيجاد هوة كبيرة. لكن كبير المفاوضين الإيرانيين علي أكبر صالحي أشار أمس، إلى عقبة أخرى تتمثل في رغبة الغرب في تخلي طهران عن مفاعل آراك الذي يخشى استخدامه لتصنيع «قنبلة»، فيما يصر الجانب الإيراني على الاكتفاء بتعديلات على المفاعل قيد الإنشاء للحد من كمية البلوتونيوم التي ينتجها. تضاف إلى ذلك عقبات تتمثل في إصرار الإيرانيين على الاحتفاظ ب9 آلاف جهاز طرد مركزي، فيما يطالبهم الغرب بالاكتفاء ب4 آلاف، إضافة إلى مدة سريان أي اتفاق، والتي يصر الايرانيون على ألا تتجاوز سبع سنوات، فيما يريد الجانب الغربي التزاماً يمتد إلى 20 - 30 سنة. وتترقب الأسواق الإيرانية تطور المفاوضات وتأثيرها في الوضع الاقتصادي الإيراني.