يُعتبر تقديم العذر وسيلة للتقارب و«كسر الجليد» وإنهاء الخلافات في ما بين الناس. ولكنه قد يصبح عبئاً على «المعتذِر» إذا زاد عن حده وأصبح عادة لديه، فيتسبب له بشعور دائم بالذنب. لذا، لعلّه من المفيد التوقف عن تقديم الأعذار والمبررات عن أمور من حقك فعلها، أو التوقف عن فعلها. ولمن لا يقوى على إزالة ذلك الشعور الدائم، عليه محاولة التوقف، مدة شهر، عن تقديم الأعذار بلا طائل، «وسيلمس تغييراً في نظرته إلى نفسه والعالم، وسيُخرج القوة الدفينة في داخله»، على ما ورد في موقع «هافنغتون بوست»، ووفقاً له، هناك نحو 18 فعلاً وموقفاً لا تستدعي الاعتذار عنها، أو تبريرها أمام الطرف الآخر، ومنها رفض دعوة مسبقة إلى عشاء، أو جولة تسكّع مع أصدقاء، والتعبير عن الشعور الصادق حيال أشياء معينة، وتغيير الرأي أو الموقف حيال مسألة أو قضية ما، ومثله الانحياز إلى جهة محددة أو كفّة. وعملاً بصدق التعبير بلا عذر، يستطيع المرء أن يقرر «قتل» علاقة صداقة باتت فاترة ومعلّقة بخيط بالٍ، والانفراد والانعزال طوال نهاية الأسبوع، مخالفاً أعرافاً سائدة في لزوم السهر، أو الانضمام إلى العائلة في الريف... كلها أمور يمكن فعلها من دون تبرير. والنوم وسط النهار والغفوة على كرسي على مرأى الآخرين من التصرفات التي يشجّع عليها «ثبْت اللياقات» هذا، على ما ورد في موقع الصحيفة الأميركية، في حين أنها (أي التصرفات) تُعتبر مخلّة بعض الشيء بالآداب العامة في مناطقنا، أم هكذا ندّعي! ففي مجتمعاتنا الشعبية «الغطّة تكسر الناعوسة»، قول يعني إن غفوة قصيرة تزيل النعاس وتعيد النشاط، سواء أحصلت هذه الغفوة على كرسي في مقهى رصيف أم حول المائدة، بعد وجبة شهي. ولعلّ ما يعجّل في «الشفاء» من «عادة» الاعتذار والتبرير هو أن لا يعتبر المرء نفسه مسؤولاً عن إسعاد جميع المحيطين به، من دون أن يصل إلى درجة إهمال مشاعرهم ومراعاتها، وأن يفتخر بشغفه وينطلق في الحديث عن اهتماماته... لكن يبدو أن أهمّ العلاجات، وقد يكون أصعبها في هذا العصر، هو الاعتزاز بمظهره الخارجي مهما كان، وأن لا يجعل نظرات الآخرين معياراً لتقبّله ذاته.