لا نكثر الاعتذار إلا لمن يستحق أن نعتذر له.. أن نثبت له أن تقصيرنا ليس برغبتنا.. وأن قربه ووصاله أحب إلينا من بعدنا.. الأعذار أحياناً تخلق حالة من ردة الفعل السلبية، خاصة إذا كانت غير صادقة أو متلونة أو بلهاء.. وقالوا (عذر أقبح من ذنب) فالعذر أحياناً قد يتسبب في مشكلة أكبر من سبب الاعتذار.. ولكن من نحبهم ويعنينا أمرهم يستحقون أن نسير نحوهم محملين بكافة أنواع الاعتذار علنا نبلغ جزءاً من رضاهم. ومن لا يقبل العذر لا يمكن أن يمتلئ قلبه بالحب.. ومن تعاليم ديننا أن نقبل لأخينا ألف عذر فإن لم نجد.. نقول لربما كان له عذرٌ نجهله.. وفلسلفة الاعتذار فن لا يقل أهمية عن أية فنون أخرى.. فمن أخطأت بحقه مهما كانت مكانته يجب أن تقوم بتقديم العذر الشافي الذي يستحقه.. ومن تكررت أعذاره زادت أخطاؤه.. ومن زادت أخطاؤه.. زادت مسافات الجفا بينه وبين الآخرين.. وقبول العذر لا يعني تكراره.. والصفح والسماح من شيم الأكرمين. إن فن الاعتذار أحياناً إن أجدناه قد يزيل سخونة غضب المعتذر له.. وقد يحول جفاء الغضب إلى نسيم المودة.. وذكاء المعتذر في عدم اختلاق الأعذار بل في توصيل الحقيقة مهما كانت قاسية.. فالتلون في الأمر قد يزيد الطين بلة.. وقد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها. والأجدى بين المحبين تجاوز حواجز الأعذار والاعتذار، وعدم التشدد في الغضب والخصام والبحث عن الزلات.. بل إن التسامح والصفح والتعامل وفق قواعد الحب والمحبة يجب أن تكون هي أساس العلاقة.. ولا ننظر إلى أخطاء من نحب أو زلاتهم أو تقصيرهم أحياناً. انعموا بنعيم الحب والمحبة بعيداً عن أي منغصات قد تقودنا للفراق أو تزيد من الحواجز.. ازرعوا الأرض وروداً للتسامح والصفح.. لا تجعلوا أي سبب من الأسباب يجعلكم تنفرون أو تتباعدون أو تزيد الفرقة بينكم .. وأعلموا أن لا يزيد الفرقة والفتور في العلاقة بين المحبين سوى كثرة الأعذار.. وكثير العتب.. ودمتم سالمين.