كشفت دراسة سعودية حديثة أن ثلثي السعوديات المراهقات (64.4 في المئة) لا يشعرن بالحرج في التحدث إلى أمهاتهن في المواضيع الحساسة، كما أن نصف الفتيات يتخذن أمهاتهن صديقات لهن. وأشارت الدراسة التي أعدتها مشاعل محمد الثاقب ونالت بها درجة الماجستير من جامعة الملك سعود إلى أن نحو نصف الفتيات المراهقات (56.4 في المئة) لا يؤيدن من يقول «إن أمهاتهن لا يسمحن لهن بالجلوس مع الضيوف» فيما تؤكد العينة أن 90 في المئة من الأمهات يستخدمن مع بناتهن أسلوب الحوار، وأن 70.6 في المئة من الأمهات يستخدمن الحوار معهن في المسائل الأسرية والمسائل المرتبطة بالتحصيل الدراسي. كما توصلت الدراسة إلى أن البرامج الإعلامية والمسلسلات والمسرحيات تنال مساحة كبيرة من حوارات الفتيات مع أمهاتهن، لافتة إلى أن 75.8 في المئة من الأمهات يشجعن بناتهن على النجاح في أي مجال، فيما 15.6 في المئة يشجعن بناتهن أحياناً. وتوضح الدراسة أن 82.1 في المئة من الأمهات يواجهن بناتهن عند ارتكاب الأخطاء و59.7 في المئة يشاركن بناتهن حل مشكلاتهن دائماً فيما 25.1 في المئة من الأمهات يشاركن الفتيات حل مشكلاتهن أحياناً و49.3 في المئة من الأمهات لا يستخدمن العقاب بينما 26.5 في المئة من الأمهات نادراً ما يتخذن العقاب سبيلاً. وخلصت إلى أن هناك عوامل مؤثرة في العلاقة بين الأم والفتاة المراهقة، من بينها الحالة الزوجية للوالدين، فالمطلقات والأرامل حصلن على أقل قيمة لطبيعة العلاقة مقارنة بالأمهات المتزوجات وتعزو الدراسة ذلك إلى الاستقرار الأسري. وعن تأثر العلاقة بحسب ترتيب الفتاة وسط الأبناء، ذكرت الدراسة أن علاقة الابنة الصغرى مع والدتها أقوى. وتعزو هذه النتيجة إلى أن الأم تكون تعلمت وتدربت بمرور الزمن على كيفية تطوير العلاقة بابنتها المراهقة من خلال تجربتها مع المولودين الأول والثاني. وتدعم هذه الدراسة دراسة سابقة تثبت وجود علاقة بين عمر الأمهات وعلاقتهن مع بناتهن «فكلما كان عمر الأمهات من 40 عاماً فما فوق كلما كان تعاملهن مع بناتهن أكثر ديموقراطية من الأمهات الصغيرات». وتؤكد أيضاً أن الأمهات المتعلمات أكثر ديموقراطية في تعاملهن مع بناتهن. وعن دور الخلفية الثقافية للأم وتأثر العلاقة اتضح أن الأمهات السعوديات اللاتي نشأن في مناطق حضرية أكثر قدرة على تطوير العلاقة مع بناتهن ايجابياً، لافتة إلى أن الأمهات اللاتي نشأن خارج السعودية كن أكثر قدرة من غيرهن، مرجحة أن يكون للتعليم والتواصل مع المجتمعات الأخرى تأثير في أساليب التنشئة الاجتماعية التي تستخدمها الأمهات مع بناتهن المراهقات. وأوضحت الباحثة الثاقب أن متغير الحالة العملية للأمهات لا يؤثر كثيراً في طبيعة العلاقة، واستشهدت بقلة عدد الأمهات العاملات اللاتي لا تزيد نسبتهن على 26.1 في المئة من إجمالي أفراد العينة. يذكر أن عينة الدراسة كانت طالبات المرحلة المتوسطة في المدارس الحكومية في مدينة الرياض، وثلث العينة ترتيبهن الوسط بين إخوانهن و47 في المئة من أفراد العينة تتراوح مداخيل أسرهن الشهرية بين 8000 و16000 ريال، و49.5 في المئة من أمهات أفراد العينة أكملن المرحلة الثانوية فأعلى.