قال القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان إن المفاوضات في شأن صفقة تبادل الأسرى ما زالت مستمرة، مؤكداً في تصريحات ل «الحياة» أنه «طالما هناك أسير فإن التفاوض مستمر، ونحن نتفاوض من أجل إبرام الصفقة وإطلاق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية»، لافتاً إلى أن «حماس» ليست في عجلة من أمرها «فليس هناك سقف زمني محدد لإبرام الصفقة ... للتفاوض آلياته، ونحن غير معنيين بالكشف عن هذه الآليات». وأضاف حمدان: «هناك مرحلة من التفاوض لم يتم تجاوزها بعد حتى يمكن وصفها أو القول بأنها حاسمة، فالأمر ما زال يحتاج إلى وقت»، مشيراً إلى أن إسرائيل، وبسبب أزمتها الداخلية، حاولت أن تروج للأمور وكأن المفاوضات نضجت أو أنها في لحظاتها الأخيرة، نافياً أن تكون المفاوضات انهارت. وأكد أنها لا تزال مستمرة على رغم ما حدث أخيراً من تراجع وتعثر في مسارها، معتبراً أن هذا التعثر أمر طبيعي في ظل مسيرة تفاوض استمرت على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة. وأوضح أن «حماس من جانبها لن تعرقل المساعي التي يبذلها الوسيط الألماني من أجل إنجاز الصفقة». ولفت حمدان إلى أن الشارع الفلسطيني غير مأزوم وهو يثق تماماً بالمقاومة التي تسعى الى إنجاز الصفقة «لكنها لن تقبل على الإطلاق بأي ثمن مقابلها». وقال: «على رغم أن الأسرى الفلسطينيين ينتظرون بلهفة إنجاز الصفقة ويترقبون هذا الحدث الكبير، فهم يتطلعون إلى اليوم الذي يعودون فيه إلى بيوتهم ليلتئم شملهم بأسرهم، إلا أنهم لا يضعون أنفسهم في أزمة بسبب ذلك (...) لديهم ثقة كبيرة بالمقاومة، فهم مدركون تماماً إلى أي مدى حرص المقاومة على إبرام صفقة وطنية مشرفة». وأضاف: «الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت سيرى النور فقط في اللحظة التي يقبل بها نتانياهو بشروط المقاومة ... نتانياهو هو وحده الذي سيتحمل مسؤولية عرقلة إنجاز الصفقة في حال رفضه لتنفيذ هذه الشروط». وعن اتهام الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لحركة «حماس» بأنها تقبل بدولة فلسطينية بحدود موقتة، أجاب حمدان: «أبو مازن بترديده هذه المقولة يحاول أن يزرع فكرة الدولة الموقتة في العقل الفلسطيني لأنه هو شخصياً معني بهذه الفكرة ويريد من الفلسطينيين أن يقبلوا بها»، مضيفاً أن «أبو مازن» قبلها فعلاً ويحاول أن يسوقها من خلال ترديدها ومحاولته إلصاقها ب «حماس». وسُئل حمدان عما يتردد عن أن «حماس» تخلت عن خيار المقاومة، وأن هناك اتفاقاً ضمنياً بينها وبين اسرائيل على هدنة طويلة الأمد، فأجاب بأن «حماس حركة مقاومة، وهي تتبع تكتيكاً قتالياً مثلها مثل سائر حركات المقاومة، هناك أوقات للتهدئة، وهناك أوقات للتصعيد، وأحياناً هناك تعديل في التكتيك أو ضبط في الأسلوب، لذلك التهدئة أداء طبيعي، ولا توجد حركة من حركات المقاومة استمرت على وتيرة واحدة أو شعب استمر يقاتل باستمرار على درجة واحدة»، مشدداً على أن المقاومة لم ولن تتراجع. وقال: «إن الإطار العام في تعاطينا مع الاحتلال الإسرائيلي هو إطار صراع وليس إطار تسوية وتنازل»، لافتاً إلى أن هناك فارقاً جوهرياً كبيراً بين التعاون مع المنسق الأمني الأميركي كيث دايتون في الضفة الغربية من أجل قمع المقاومة والتأكيد أن المقاومة عبثية ولا جدوى منها ورفض مجابهة الاحتلال ولو حتى بمجرد إلقاء الحجارة في وجه قواته، وبين ما تتبعه «حماس» من تكتيك، موضحاً أن التهدئة أداء طبيعي تلجأ إليه كل حركات المقاومة. وأشار إلى أن القوات البرية الإسرائيلية خلال حربها الأخيرة على غزة لم تستطع التقدم في بعض المناطق، وأقصى ما تقدمت به هو 500 متر في مناطق محددة خشية المغامرة بإصابة النخبة من قواتها أو خسارتها أثناء مواجهة المقاومة، لافتاً إلى أن ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك من أنه لا يستطيع أن يقحم قواته البرية في مغامرة غير محسوبة في غزة خلال هذه الحرب.