كان الحذر النسائي سابقاً من استدراج سائق الأجرة الأجنبي للنساء السعوديات على اعتبار أن الوازع الاجتماعي ليس حاضراً لديه، في حين أن الوازع القيمي والديني ليس حاضراً لدى المعتدي الأجنبي أو السعودي أحياناً. لكن إعلان وزارة الداخلية عن تنفيذ حكم القتل تعزيراً هذا الأسبوع بحق سعودي لديه «لموزين شخصي»، قام باستدراج النساء وفعل الفاحشة بهن، ربما يبعث رسالة طمأنة للنساء كما يبعث سيف الردع جلياً أمام المتلاعبين بالأعراض أياً كانوا. وكانت «الحياة» في وقت مضى عرضت بعضاً من معاناة النساء تحت قبة الليموزين، إذ تشهد المصائب التي يجري فيها نمواً متسارعاً، إذ يتداول في المجالس أن بعض العمالة الأجنبية لم يكتف بابتزاز النساء من الجاليات القريبات منهم، بل تجاوز ذلك إلى إغراء السعوديات من بوابات سيارات الأجرة، التي تعد المورد الأساس لمثل هذه الجرائم، فتستغل ظروف المجبرة بالركوب ويتم تسويق مشاريع خاطئة تحت غطاء «التاكسي»، ولا يعلم هل ستخف المصائب أم ستزداد مع قيادة المرأة السيارة في المستقبل. ووصفت الاختصاصية الاجتماعية الدكتورة ظلال مداح السائقين في البيوت ب «وكالة الأنباء المتنقلة»، وسائقوا الأجرة ب «حلقة وصل بين المناطق» يتجولون في كل مكان، وينقلون أي سيئة أو حسنة من حي لآخر ومن منطقة لأخرى، وأشارت إلى أن خبرتهم كبيرة في كل شيء (الخير والشر)، «إذ تجدهم عارفين لخبايا البلد وأسماء العوائل والبيوت». وأكدت أن «الهدف المادي ليس وحده السبب في لجوئهم لهذه المهنة»، وأن «السواق» وسيلة سهلة للوصول لأي شيء، ورفضت فكرة استقطاب سائق وزوجته حتى لا يتعرف «السائق» على أخبار البيت الداخلية عن طريق زوجته «المزعومة». وترى الاختصاصية النفسية بدرية صالح أن السكوت عن تلك الجرائم يؤدي إلى الفتك بحرمة المجتمع، ويتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف، وقالت: «يوم أن كنت أعمل في أحد المستشفيات الحكومية سابقاً كانت ترد إلى المستشفى الكثير من الحالات التي تكون المرأة والطفل هما ضحية لهذا التحرش الذي غالباً ما يصدر عن الخدم والسائقين الذي لا يجدون أي رادع لأعمالهم ولا رقيب لهم»، متذمرة من عدم تفهم أولياء الأمور وعدم الحوار مع ذويهم ما أدى إلى سكوت الأبناء والنساء عن هذه الجرائم».