توافق «تيار المستقبل» و «حزب الله» في حوارهما ليل أول من أمس، في حضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على أن يتولى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي معالجة تداعيات الاشتباك الذي وقع أخيراً بين عناصر من «سرايا المقاومة» وشبان من عرب السعديات، وأدى إلى سقوط سبعة جرحى. وكان اشتباك السعديات طغى على جلسة الحوار الرابعة عشرة بين الطرفين في حضور بري الذي أقام مأدبة إفطار رمضانية حضرها عن الحزب المعاون السياسي للأمين العام حسين خليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله وعن «المستقبل» نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، كما حضر المعاون السياسي لرئيس المجلس وزير المال علي حسن خليل. وتحدث في بداية الجلسة الرئيس بري، كما ورد في البيان الذي صدر عن المجتمعين. وشدد على أهمية هذا الحوار وضرورة استمراره لأنه يشكل اللقاء الوحيد اليوم في العالم العربي في مواجهة الفتنة المستعرة في أكثر من منطقة. وجدد المجتمعون - وفق البيان - التزامهم باستمرار هذا المسار واستعرضوا الأحداث الأمنية التي حصلت أخيراً وأكدوا أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال الدولة لتثبيت الأمن والاستقرار وحماية السلم الأهلي. وعلمت «الحياة» من مصادر المجتمعين أن حضور بري جلسة الحوار ساهم في تجنيب التداول في اشتباك السعديات جو من الحدة. وأكدت المصادر أن بري مهد الأجواء التي ساعدت على استيعاب التداعيات المترتبة على الاشتباك من دون أن يسقط ما أشار إليه ممثلو «المستقبل» في سؤالهم عن المبرر الذي استدعى تمدد «سرايا المقاومة» إلى السعديات في الوقت الذي نسعى إلى تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي، خصوصاً بين السنّة والشيعة. وسأل «المستقبل» عن الجدوى من ممارسات «سرايا المقاومة»، لا سيما أنها كانت أثيرت في الجلسات الحوارية السابقة على خلفية ما تقوم به من تجاوزات. وتقرر أن تترك مهمة معالجة الوضع الراهن في السعديات للقوى الأمنية على قاعدة منع تكرار ما حدث، وبالتالي ضرورة السعي إلى إيجاد حل جذري. وقالت المصادر إن ممثلي «حزب الله» حاولوا التقليل من أهمية الاشتباك لكن «المستقبل» أصر على ملاحظاته وأكد ممثلوه «أننا نتكلم عن تنفيس الاحتقان في كل مناسبة. ألا يسبب وجود سرايا المقاومة زيادة هذا الاحتقان؟». وأعقب جلسة الحوار لقاء أمس بين النائب عن الشوف محمد الحجار ومسؤول الارتباط في الحزب وفيق صفا مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص حيث جرى الاتفاق على تعزيز التدابير الأمنية لمنع تكرار الاشتباك في السعديات. وتناول المتحاورون التعيينات الأمنية. وقال ممثلو «حزب الله» أنه يجب معالجة اعتراض زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون ومطلبه تعيين قائد للجيش إلا أن ممثلي «المستقبل» اعتبروا انه «لا يمكن أن نعين قائداً للجيش بغياب الرئيس الذي يجب أن يكون انتخابه أولوية». ولم يتطرق الحوار إلى ملف رئاسة الجمهورية الذي غاب كلياً عن البحث الذي تركز على الوضع الحكومي الذي فتح الباب أمام كل طرف لإبداء رأيه. وتبين من خلال المداولات أن «حزب الله» ليس في وارد إطاحة الحكومة، لكنه مضطر - كما قالت المصادر - لمراعاة حليفه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، وبحدود معينة. وكشفت المصادر عن المداخلة التي أدلى بها المشنوق في حضور بري قبل أن يغادر القاعة فور انتهاء الإفطار، وقالت أنه ركز على ضرورة قيام حلف الاعتدال في لبنان لأنه وحده يشكل حماية له وللاستقرار وللسلم الأهلي فيه. ويفترض أن تعقد جلسة الحوار الخامسة عشرة في 13 تموز (يوليو) الجاري، أي في اليوم التالي للخطاب الذي سيلقيه الرئيس الحريري في مأدبة الإفطار التي يقيمها غروب الأحد في 12 تموز، والذي سيكون حاضراً في هذا الحوار لما يحمله من مواقف تعتبر بمثابة خريطة طريق ل «المستقبل» يتناول فيها أبرز القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية. لقاءات شمالية للحريري من جهة أخرى، ينتظر أن يعقد قريباً لقاء بين الرئيس الحريري ووزراء ونواب والمسؤولين التنظيميين لتيار «المستقبل»، في منطقة الشمال لدرس هموم المنطقة الإنمائية والأمنية والبحث في الحلول لها. وسينتقل هؤلاء إلى الرياض للاجتماع مع زعيم «المستقبل».