لم يحضر السجال الدائر، من موقع الاختلاف، بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» اللبنانيين حول الأحداث الجارية في اليمن على طاولة الحوار القائم بينهما، وتقرر تحييده بناء لرغبة الطرفين وبتشجيع من رئيس المجلس النيابي نبيه بري من خلال معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل، واتفق الطرفان على عقد الجلسة المقبلة في الرابع من أيار (مايو). وغاب عن جلسة الحوار العاشرة ملف رئاسة الجمهورية في ظل استمرار الشغور في سدة الرئاسة الأولى على رغم أنه البند الثاني المدرج على جدول أعماله الى جانب تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي والعمل على خفضه. وكانت الجلسة عقدت ليل أول من أمس في حضور نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «المستقبل». وحضر عن «حزب الله» المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله وناب عن بري الوزير خليل. وعلمت «الحياة» أن الجانبين تحدثا في مستهل الجلسة عن عدم إدراج السجال حول اليمن على طاولة الحوار من دون أن يعني أن لدى أي منهما استعداداً لإعادة النظر في موقفه مما يشهده اليمن. وكشفت مصادر مواكبة لما دار في الحوار بأن المشنوق سأل «حزب الله» عن المهرجان الذي يقيمه غداً ويتحدث فيه أمينه العام السيد حسن نصرالله حول اليمن وما إذا كان مركزياً أم أنه يقتصر على حضور أبناء المنطقة. وأكدت بأن المشنوق لم يقصد من وراء سؤاله هذا التدخل في طبيعة المهرجان بمقدار ما أنه انطلق من سؤاله باعتباره وزيراً للداخلية، ليكون في مقدور الوزارة اتخاذ التدابير والاحتياطات الأمنية اللازمة في حال أن الدعوات وجهت للمناطق المشاركة فيه وتوفير الحماية لانتقال المدعوين منعاً لأي احتكاك. وقالت المصادر عينها بأن الاستعدادات لتنفيذ الخطة الأمنية في بيروت والضاحية الجنوبية طرحت من باب الاستعلام عنها وليس من زاوية الدخول في تفاصيلها لأنها من مسؤولية وزير الداخلية. وأكدت المصادر أن الخطة «ماشية» وأن لا إشكالات تحول دون البدء بتنفيذها، وأن الأمر يعود في النهاية الى المشنوق الذي يحدد ساعة الصفر لانطلاقها في ضوء جاهزية القوى الأمنية المولجة بتطبيقها وتوقعت أن ترى النور قريباً. وأكدت أيضاً بأن موضوع نقل مخيم النازحين السوريين الموجود في داخل بلدة عرسال البقاعية طرح على بساط البحث من زاوية تبادل الآراء خصوصاً أن «حزب الله» بادر الى تعديل موقفه وانتقل من رفضه لنقله الى مكان آخر الى مؤيد لهذه الخطوة. ورأت أن تحديد المكان الذي سيتم اختياره ليكون البديل عن مخيم عرسال ليس من اختصاص المحاورين وإنما يعود القرار الى وزير الداخلية لما يتوافر لديه من معطيات أمنية وسياسية يأخذها في الاعتبار لدى تحديد البقعة الجغرافية البديلة. وقالت إن «حزب الله» تمنى في الحوار أن لا تتسبب المواقع الجديدة التي سيتم اختيارها لاستضافة النازحين السوريين بحساسية مع محيطه وأكدت أن المشنوق أبدى تفهمه لهذه المخاوف واعداً بأنه سيأخذها في الاعتبار. وفي المواقف من الحوار وملف اليمن، أكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية جان أوغاسابيان أن «الحوار خيار استراتيجي لنحمي لبنان قدر المستطاع»، فيما رأى عضو الكتلة عمار حوري «ان الوضع في البلاد كان أسوأ لو لم يكن الحوار قائماً». ورأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار ان «يوماً بعد يوم تبرز أهمية الحفاظ على الوحدة الداخلية وعلى الجمهورية لحماية لبنان من تداعيات أحداث المنطقة، والحفاظ عليه مسؤولية وطنية مشتركة». ونبهت الى ان «تحويل ايران كلاً من «حزب الله» والحوثيين إلى أوراق تفاوضية وتوسعية في يدها يضر باليمن ولبنان ويذكر بالسياسة التي استخدمها النظام السوري طوال الحقبة الأسدية». وردت «العلاقات الاعلامية في حزب الله» على خطاب المشنوق من دون ان تسميه معتبرة ان «قياديي تيار المستقبل اعتادوا اطلاق اتهامات باطلة وافتراءات خدمة لمشاريع خارجية»، مشددة على «ان ايران تراكم انجازاتها العلمية فيما يقف مرشدها الى جانب الشعوب المستضعفة». وتضمن الرد هجوماً عنيفاً على السعودية.