أشارت «بي بي سي نيوز» إلى أن الروبوتات ستسيطر قريباً على مكاتب الاستقبال في الفنادق، لتؤدي مهمة إضافية الى جانب استخداماتها التقليدية في مجالات الطب والصناعة والاستخدامات العسكرية. ويأمل مالكو فندق «هن نا» الياباني الذي سيُفتتح قريباً في مدينة ساسيبو، أن يكونوا من السبّاقين في إدخال الروبوتات الى صناعة الضيافة، إذ سيقوم عشرة روبوتات إنسانية، اضافة إلى موظفين بشريين اثنين، بأعمال الفندق. وستحمل الروبوتات حقائب الضيف، بعد أن تؤدي دورها في الترحيب به، الى جانب تنظيف الغرف، حتى النظيفة منها بعد مغادرة النزيل. ولهذه الروبوتات وجه نسائي واقعي جداً، كما أنها مصممة لتتحدث بلغات عدة، وتستجيب لطلبات النزلاء في 72 غرفة. ويهدف هذا النوع من الفنادق، حسب ما نقلت «بي بي سي»، إلى خلق تجربة تكنولوجية شاملة في كل ما يحيط بالضيف، بما فيها برنامجيات التعرّف على الوجه في فتح الأبواب. وتستخدم فنادق عدة تطبيق «جي تريب» في الولاياتالمتحدة وسنغافورة وسريلانكا والهند وميانمار، وهو تطبيق طوّرته شركة سنغافورية يمكّن الضيف من انهاء إجراءات وصوله الكترونياً، من دون استخدام أوراق، من خلال خاصية البصمة في جهاز «آي فون». ويعتبر مؤسسا الشركة السنغافورية، ماكسيم تينت ومايو لوين، أن تطبيق «جي تريب» هو الحل الأمثل للمسافرين من رجال الأعمال، إذ انها تختصر على المسافر الاجراءات الروتينية، وتسمح لهم باستكمال اجراءات الوصول الى الفندق، من دون الحاجة الى أي من الأوراق الثبوتية الكثيرة التي يتطلبها الأمر عادة. ويضيف تينت، قائلاً: عندما وصلنا الى التكنولوجية البيومترية، التي تستخدم قياس وتحليل خصائص الجسم البشري، مثل الحمض النووي وبصمات الأصابع، وجدنا أن شركة «آبل» استخدمتها منذ العام 2013 في جهاز «آي فون اس 5»، من خلال خاصية «تتش اي دي». ويمكن للمسافرين من محبي سلسلة فنادق «ستاروود» الأميركية استخدام تطبيق «اس بي جي كيليس» الذي يسمح للنزلاء باستخدام هاتفهم الذكي، أو ساعتهم الذكية، مفتاحاً للباب، كما يمكّنهم من حجز الغرف. ويوضح مارك فوندراسيك من «ستاروود»: سيكون هاتفك الذكي مفتاح غرفتك الرقمي، الذي سيسمح لك بتجاوز اجراءات الوصول الى غرفتك في الفندق. ويتابع: «وجهة نظرنا هي أن هاتف نزيلنا الذكي يجب أن يكون جهاز التحكّم عن بُعد الخاص بهن خلال فترة اقامته في فنادقنا»، مؤكداً أنه «في النهاية سيتمكّن النزلاء من طلب مناشف اضافية، وحجز العشاء، أو طلب المشروبات، من خلال هاتفهم الذكي، من دون المرور حتى بالقرب من مكتب الاستقبال». وكانت سلسلة «هيلتون» العالمية أطلقت خدمة تسجيل الوصول الرقمية لبرنامج «أتش أونورز»، الذي مكّن نزلاء الفندق من اختيار غرفهم، كما تخطّط الشركة لاستخدام الهاتف الذكي مفتاحاً للغرف قريباً. واتجهت فنادق اخرى نحو مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «انستغرام»، لجذب اهتمام الضيوف. وأُطلق على فندق «1888» في مدينة سيدني اسم «فندق انستغرام»، إذ يمكن للأعضاء المشهورين بمشاركة الصور الفوز بليلة مجانية في الفندق من خلال مشاركتهم لصورهم في هاشتاغ «1888 هوتيل». ويستخدم فندق «كونراد»، وهو واحد من فنادق «هيلتون»، منصة الشراء «لايك تو باي» التي تسمح لمستخدمي «انستغرام» بمشاهدة غرف الفندق وحجزها من خلال التطبيق. إلا أن استخدام التكنولوجيا الجديدة يترافق أيضاً مع مخاطر عدة، إذ تعرّض «هارد روك هوتيل» في مدينة لاس فيغاس الى هجمة الكترونية في بداية أيار (مايو) الماضي، واستطاع قراصنة سرقة ما تصل قيمته الى سبعة اشهر من بيانات صفقات البطاقات الائتمانية. وذكر تقرير شركة «سيمانتيك» لأمن المعلومات، نُشر في نيسان (أبريل) الماضي، أن قطاع الضيافة واحد من اكثر عشرة قطاعات متضررة، سواء بالخروقات الأمنية، أم من طريق الخطأ. وقال المدير العام للاستجابة الأمنية في الشركة، جوجي هامادا: «إن الفنادق لها تاريخ في كونها هدف سهل للخروقات، خصوصاً انها تجمع بيانات شخصية عدة، من بينها عناوين البريد الالكتروني، وأرقام الهواتف، وبيانات حسابية». ويرى هامادا أن على قطاع الضيافة أن تأخذ خطوات استباقية لحماية البيانات، كتلك التي اتخذها قطاع بيع بالتجزئة، مؤكداً أن «هناك اهتمام كبير في هذه البيانات الشخصية، خصوصاً في السوق السوداء، إذ يمكن بيعها بأسعار مرتفعة جداً».