فيما واصلت القيادات اللبنانية الرسمية والسياسية والروحية استنكارها الاعتداءات الإرهابية في الكويت ومصر وتونس، خطف اعتداء سيناء الإرهابي أمس الضوء. وندد رئيس الحكومة تمام سلام بالهجمات التي تعرض لها الجيش المصري في سيناء. وقال في تصريح: «غداة العمل الإرهابي الذي استهدف النائب العام الشهيد هشام بركات في قلب القاهرة، امتدت يد الإرهاب مجدداً إلى مواقع الجيش المصري في سيناء، في سلسلة اعتداءات بغيضة تظهر إصرار قوى الشر على ضرب أمن مصر وزعزعة استقرارها». ولفت إلى «أن هذه الجرائم التي لم تراع حرمة شهر رمضان المبارك وتتنافى مع كل القيم والمبادئ، تؤكد حجم الاستهداف الإرهابي لمصر التي تخوض معركة النهوض والتنمية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، والحاجة إلى بذل كل الجهود للتصدي لظاهرة الإرهاب والقضاء عليها». وأسف سلام «لسقوط شهداء في صفوف الجيش المصري»، وقال: «نعلن تضامننا مع مصر وشعبها في هذه اللحظة الحزينة، ونؤكد ثقتنا بقدرة المصريين، قيادة وجيشاً وشعباً، على تخطي هذه المحنة وإعادة مصر واحة أمن وأمان لأبنائها وجميع أشقائها». وكان سلام أبرق الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب معزياً ببركات. ووجه زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري رسالة إلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مستنكراً «الجريمة الإرهابية التي استهدفت مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر»، ومؤكداً «تضامنه الكامل مع دولة الكويت». كما وجه رسالة إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، أعرب خلالها عن استنكاره حادث الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له السياح على شاطئ مدينة سوسة التونسية، ومعزياً بالضحايا الذين سقطوا. الإرهاب لن يترك مكاناً آمناً واعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي النيابي» وليد جنبلاط في تصريح، أن «الأحداث أثبتت أن الإرهاب لن يترك مكاناً آمناً حول العالم، وما استهداف الكويت من خلال قتل المصلين أثناء أدائهم الصلاة في شهر رمضان إلا دليل جديد على ذلك، وهو يرمي إلى ضرب الاستقرار والهدوء الذي نعمت به الكويت على مدى عقود». ورأى أن «التحرك السريع لأمير الكويت وعمله الحثيث مع حكومته لتطويق ذيول هذا العمل الآثم والتأكيد على الوحدة الوطنية الداخلية الكويتية التي ظلت الى حد بعيد بمنأى من مناخات التوتر الطائفي والمذهبي التي تجتاح المنطقة العربية بأكملها، كانت له مفاعيل كبيرة في حفظ الاستقرار»، وقال: «لطالما تميزت الكويت بوحدة شعبها وأهلها ولطالما ميزت نفسها في اللعبة البرلمانية والمؤسساتية التي تأخذ مداها الأوسع وتتيح المشاركة السياسية لمختلف مكونات الشعب الكويتي وشرائحه من دون تفرقة أو تمييز، وهذا كان أحد عناصر الاستقرار في الإمارة». واعتبر جنبلاط «أن التحديات الهائلة وغير المسبوقة التي تمر بها المنطقة العربية تحتم على الكويتيين رص صفوفهم وتعزيز وحدتهم الوطنية لقطع الطريق على الإرهاب الذي تتوسع امتداداته البربرية الى كل أصقاع الأرض، وذلك يتيح لهم الحفاظ على المنجزات والمكتسبات الكبرى التي حققوها منذ الاستقلال سنة 1961 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح». وأكد «وقوفنا الى جانب الكويت وأهلها في هذه اللحظات الصعبة، وهي التي وقفت الى جانب لبنان واللبنانيين في كل المراحل، لا سيما خلال الحرب الأهلية ومساعيها الدائمة لإيجاد تسوية سلمية للنزاع، ثم جهودها الكبرى في دعم الاقتصاد اللبناني والعملة الوطنية ومشاريع إعادة الإعمار التي كانت لها فيها أياد بيضاء لا تزال حاضرة أمام اللبنانيين». ودان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان لدى وصوله الى المدينةالمنورة في السعودية، «العمليات الإجرامية التي تستهدف شعب مصر وجيشها»، معتبراً أن «ما يحدث في مصر من اعتداءات إرهابية ضد الجيش المصري الشقيق لا يرضى بها الإسلام ولا الإنسانية، بل هي أعمال شيطانية تنم عن نوايا عدوانية ضد مصر وشعبها للعبث بأمنها وسلامتها واستقرارها، لما لها من دور ريادي كبير في مواجهة الإرهاب الذي يغزو منطقتنا العربية». وتقدم دريان من الرئيس المصري «بالتعازي بالشهداء وفي مقدمهم النائب العام هشام بركات»، معلناً «تضامنه ووقوفه إلى جانب الجيش المصري في مكافحة الإرهاب».