أحالت وزارة الداخلية الكويتية خمسة من المشتبه بصلتهم بالاعتداء الانتحاري ضد مسجد شيعي على النيابة العامة أمس لاتخاذ الإجراءات القانونية، وفق ما أعلن مسؤول أمني. وتبين أن الخمسة من المشتبه بأنهم قدموا مساعدة للانتحاري. وبين هؤلاء السائق الذي تولى نقل الانتحاري السعودي إلى المسجد وصاحب السيارة وشقيقه من البدون. وهناك كويتيان أيضاً هما صاحب المنزل الذي استخدم كمخبأ للسائق، وشقيقه، وفقاً للمسؤول. وقال مصدر أن مداهمات عدة تجري و «من المتوقع إحالة المزيد من المشتبه بهم لاحقاً». واعتقلت أجهزة الأمن عدداً غير محدد من المشتبه بهم اثر اعتداء الجمعة الذي أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة 227 آخرين بجروح. وستقوم النيابة العامة الآن باستجواب المشتبه بهم قبل إحالتهم على المحاكمة. وراجعت الأجهزة الأمنية في الكويت «الخطط الأمنية والتدابير في أعقاب الهجوم»، موضحاً أن الإجراءات الجديدة تتضمن تعزيز الأمن في شكل عام وحول المساجد خصوصاً. وأعلن رئيس لجنة الموازنة في مجلس الأمة (البرلمان) عدنان عبد الصمد، الموافقة على طلب الحكومة 400 مليون دولار كتمويل طارئ إضافي يرتبط ب»الظروف السائدة» بعد الاعتداء. إلى ذلك، وجّه انتحاري مسجد الإمام الصادق في الكويت فهد عبدالمحسن القبّاع (سعودي الجنسية) قبل تفجيره الانتحاري (الجمعة)، ثلاث رسائل، واحدة إلى من سماهم ب«إخوانه المجاهدين في البقاع كافة». وأخرى إلى «أعدائه على وجه العموم، ولأهل الكويت خصوصاً»، والثالثة إلى قائد تنظيم «داعش» الإرهابي أبي بكر البغدادي. وبثّ التنظيم تسجيلاًً صوتياً، مدته أربع دقائق و26 ثانية، باسم «وصيّة جندي الخلافة أبوسليمان الموحد»، نسبه إلى ما سماه «ولاية نجد». وحذّر الانتحاري القبّاع في حديثه بشكل عام من سماهم «الرافضة» في كل مكان، وبشكل خاص من في الكويت. وقال: «إن القادم أدهى وأمرّ». وهدد بالوقوف في وجه من يعادون التنظيم ب«الموت» و«الدم»، واصفاً إياهم بأنهم «وقود النار»، متوعداً بأنه لن يهدأ بال المنتمين إلى «داعش» حتى يردعوا من يهينون النبي صلى الله عليه وسلم ويهينون الدين الإسلامي». وقال: «أبشروا بما يسركم يا أعداء الله، قريباً.. قريباً، أبشروا بالدم، وبالموت». وزاد: «تحسسوا رقابكم يا أعداء الله، فإنا لكم بالمرصاد، وسنقعد لكم كل مرصد، فالقادم أدهى وأمرّ». وأضاف: «إن الله مولانا ولا مولى لكم، يا أولياء الشيطان، يا أعداء الرحمن». وختم وصيّته في التسجيل الصوتي برسالة موجّهة إلى قائد «داعش»: «أقول لأميرنا وخليفة المسلمين أبي بكر الحسيني القرشي البغدادي، اتق الله واصبر فإنا والله معك». ورأى المختص في شؤون الإرهاب والجريمة الدكتور ناصر الخليفي «أن أسلوب التسجيل وبثه بعد الانتهاء من عملية التفجير الانتحارية دليل على ضعف التنظيم». وقال ل«الحياة» إنها «القشّة التي يحاول الغريق النجاة بها، ومحاولة إثبات جديّته والتفاخر بإبراز قوّته وعضلاته لأجل الاستمرار على رغم وضوح عجزه التام»، مؤكداً أن هذه «طريقة من أجل التخويف وإثارة الرعب في قلوب الناس». وأوضح الخليفي أن «التسجيل تضمّن استهداف الشيعة. وهذا الأمر غير صحيح، فالتنظيم الإرهابي لم يترك فئة السُنة في تونس، وكذلك اليهود في فرنسا في عمليات انتحارية متتالية، تبناها «داعش». وذكر أن هناك «طرقاً يريد بها المنتمون إلى التنظيم إيهام الناس بأنهم أقوياء، ومنها بثّ صور وبها تقطيع رؤوس، أو إطلاق نار على معتقلين»، مؤكداً أن «المجتمعات أصبحت واعية، وكشفت نواياهم الضالة». وذكر المختص في الإرهاب أن ترديد آيات قرآنية عن الكفر والضلالة، كذلك كلمات مثل «أعداء الله.. لا مولى لكم.. أعداء الرحمن» هي في الأصل تنعكس عليهم، لما يقومون به من أفعال لا يقبلها عقل ولا دين، من قتل وتفجير، وأن هذه الآيات فاضحة لهم»، مؤكداً أنهم «لا يحظون بأي تأييد من أية فئة». وفي سياق متصل، نفت الجمارك الكويتية ما تم تداوله عن جلب المتفجرات من السعودية قبل ثلاثة أيام من تنفيذ العملية، بواسطة أشخاص أوصلوها بمركبتهم، وعادوا للسعودية. وقال رئيس مكتب البحث والتحري الجمركي في الإدارة العامة للجمارك الكويتية راشد البركة ل«الحياة»: «إن ما تردد من أنباء عن تعاون أحد مفتشي الجمارك والسماح لمنفذي عميلة التفجير في مسجد الإمام الصادق بإدخال الحزام الناسف من السعودية إلى الكويت أمر غير صحيح».