تشهد العاصمة النروجية أوسلو حالاً من التعبئة لإنشاء الطريق السريع الأول للنحل في العالم، بهدف حماية هذه الحشرات الضرورية في حياة الإنسان، بسبب الخطر الكبير الذي يتهدد بقاءها. وتقول المسؤولة عن تنظيم أنشطة "بيبي" (النحل الحضري) ومنسقة المشروع أغنيس ليشي ميلفاير: "نعيد تكييف بيئتنا باستمرار تبعاً لحاجاتنا، لكننا ننسى أن هذه البيئة تخص أجناساً أخرى أيضاً"، مضيفة أنه "لتصحيح هذا الوضع، علينا إعطاؤها مواقع للعيش والتغذية". ومع زهور عباد الشمس والبكوريات الطبية والجميات وغيرها من الزهور الحاملة للرحيق، أو حبات اللقاح المزروعة بعناية من سكان المنطقة وتلامذة المدارس، بات هذا الموقع حالياً محطة تغذية للنحل، بعدما كان مجرد مساحة عشبية عادية. ويهدف هذا الطريق الأول من نوعه في العالم إلى نشر المواقع التوفر المسكن أو الغطاء الطبيعي للحشرات الملقحة، والسماح لها يوماً ما باجتياز المدينة من طرف إلى آخر. ومن بين المبادرات التي يشملها المشروع، يوجد سطح مزروع بالأجناس النباتية في أعلى مجمع مكتبي ومقبرة مكسوة بأجناس تزهر في أوقات مختلفة من العام، بالإضافة إلى مساحة خضراء مخصصة للأعشاب البرية وفندق مخصص للحشرات في الجزء الخلفي للحديقة، ودعي الأفراد والمؤسسات والشركات والجمعيات إلى تقديم مساهماتهم في المشروع وعرضها عبر خريطة منشورة على موقع إلكتروني. ولا يعد وضع الحشرات الملقحة في النروج مقلقاً بالضرورة، مقارنة مع حالتها في الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى في أوروبا، حيث تلحق الأمراض والمشاكل المرتبطة بالزراعة المفرطة أضراراً كبيرة، ويعتبر ثلث أصناف النحل البري في البلاد من الأجناس المهددة. وهذا الوضع يثير القلق نظراً إلى أن ما بين 30 و40 في المئة من الأطعمة التي يستهلكها البشر تستلزم عملية تلقيح، وهي خدمة لا تسديها إلا الحشرات. وقدّر فريق ألماني- فرنسي من الباحثين العام 2005 القيمة الاقتصادية لهذا النشاط الذي يقوم به النحل ب 153 بليون يورو. وأرغم زوال أنواع من الحشرات الملقحة الكثير من المزارعين في مقاطعة سيشوان الصينية إلى القيام بالتلقيح يدوياً أوعلى نقل خلايا للنحل بالشاحنات عبر الولاياتالمتحدة لتلقيح المحاصيل الزراعية.