لندن - أ ف ب - «عندما تختفي آخر نحلة يكون الجنس البشري مهدداً بالفناء»، مقولة خطرة تتردّد بين علماء البيئة، خصوصاً أن أعداد النحل تتراجع في شكل كبير في العالم. ولمعرفة أسباب التراجع الذي يُحيّر العلماء، دأب علماء بريطانيون على تجهيز مجموعة من النحل بأجهزة بث لاسلكي صغيرة لدرس تنقلاتها وتأثير المبيدات الحشرية المحتمل على تصرفاتها. وستسمح هذه الأجهزة بتحديد مدى تأثير المبيدات على دماغ الحشرات التي تلقح الأزهار من نحل وفراشات وطنانات الى حد يؤثر على قدرتها على جمع الغذاء والتنقل والتواصل في ما بينها. ويرى خبراء ان ثمة ثلاثة انواع من اصل 25 نوعاً من «الطنانات» في بريطانيا اختفت كلياً، في حين ان نصفها شهد تراجعاً يصل الى نسبة 70 في المئة. ويقول البروفسور اندرو واتكينسون مدير برنامج «ليفينغ ذي اينفيرمنتال تشينج» الذي يمول الدراسة «ان اختفاء هذه الأنواع له تأثير بيئي واقتصادي كذلك». وتساهم الحشرات النافعة الملقحة للأزهار سنوياً بمبلغ 440 مليون جنيه استرلني (526 مليون يورو) في الاقتصاد البريطاني. فمحاصيل مثل الفراولة تعتمد على تلقيح هذه الحشرات. ويؤكد البروفسور واتكينسون عدم وجود «عامل واحد» يفسر تراجع اعداد هذه الحشرات، بل على الأرجح تضافر عوامل عدّة تترواح بين الممارسات الزراعية واستخدام المبيدات. وستسجل اجهزة البث هذه تنقلات النحل فضلاً عن وزنها لمعرفة ما اذا كانت تنجح في العثور على غذاء. وقال كريس كونوري من جامعة داندي الذي يدرس تأثير المنتجات الكيماوية على الحشرات الملقحة «النحل ينبغي ان يكون قادراً على تحديد الأزهار التي تتمتع بأفضل رحيق وهو يتعلم ذلك من خلال التواصل».