احتلت المنطقة الشرقية المرتبة الأولى في عدد الاستشارات الأسرية، بحسب ما ورد إلى موقع مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر في المنطقة، بمعدل 4289 استشارة، بنسبة 20 في المئة، وهي الأعلى من بين خمس مناطق رئيسة في المملكة. ودارت غالبية الاستشارات حول الأسرة والزواج والمشكلات الأسرية وكيف تتلافى الفتيات الطلاق وعدم الوقوع في فخ التشتت الأسري. وأرجع موقع مركز التنمية الأسرية أسباب تصدر المنطقة الشرقية في عدد الاستشارات إلى «تنوع الثقافات فيها، والوعي الذي يتميز به سكان المنطقة». وجاءت المنطقة الوسطى في المرتبة الثانية، بواقع 3922 استشارة، تمثل 19 في المئة، والغربية 3826 استشارة، تعادل 18 في المئة. أما الجنوبية فبلغ عدد استشاراتها 1079، بنسبة خمسة في المئة. وكانت الشمالية الأقل بواقع 556 استشارة، تمثل ثلاثة في المئة من إجمالي الاستشارات. بدوره، قال الاختصاصي النفسي أحمد باوزير ل «الحياة»: «يأتي إبراز أهمية الاستشارات الأسرية متزامنة مع تنامي المشكلات الأسرية في المجتمع، مثل العنف الأسري وارتفاع معدلات الطلاق وسوء التوافق الأسري، ما يستدعي تضافر الجهود من المؤسسات الحكومية والأهلية لمواجهة هذه المشكلات». وأضاف باوزير: «إن تقديم الاستشارات الأسرية يتطلب من الممارسين مهارات علمية ومهنية، أبرزها كفاءة وفاعلية استفادة المسترشدين. من هنا لا بد من توضيح مفهوم وأساليب العلاج الأسري، الذي يساعد على سعادة الأسرة»، مؤكداً أهمية «تحديد الأهداف واستثمار الذات وتحسين التواصل مع الآخرين، وعلاج الاضطرابات السلوكية وتعديلها وتنمية الذكاء العاطفي وتنمية مهارات الثقة في النفس». كما شدد الاختصاصي النفسي على «علاج المشكلات والخلافات التي تنشأ في الحياة الزوجية، أو العقبات التي تعترض مسيرة بناء الأسرة بعد الزواج، وكذلك علاج المشكلات السلوكية لدى الأبناء في سن الطفولة أو المراهقة، مع الاهتمام بتنمية مهارات التعامل بين الزوجين ومهارات تربية الأبناء ومهارات تعامل الأسرة مع فئات المجتمع المختلفة، فكلها أمور تكمل جوانب الحياة المختلفة، وتدرأ عن الأسرة العنف وتنقذها من خطر التفكك». وأوضح الاختصاصي باوزير أن بعض الأشخاص ينظرون إلى الاستشارات الأسرية من «منظور العيب»، لافتاً إلى أنهم «يتجاهلون ما لها من فوائد، في حياة الكثير من الأسر التي كانت تعاني المشكلات في مجالات عدة، سواءً الاقتصادي أم النفسي أم الأسري في حد ذاته، وما لا يعرفه هؤلاء أن هذه الاستشارات تتم بسرية تامة، ولا يعلم عنها أحد، فليس عيباً أن تطلب المساعدة في حل مشكلة عجزت عن حلها، أو فشلت في التعامل معها بالطريقة الصحيحة، وتترك حلها بين أيدي مختصين، هدفهم هو مساعدتك لتعيش حياة أسعد وأجمل».