يأتي إبراز أهمية الاستشارات الأسرية متزامنة مع تنامي المشكلات الأسرية في المجتمع مثل العنف الأسري وارتفاع معدلات الطلاق وسوء التوافق الأسري، وهذا يستدعي تضافر الجهود من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية لمواجهة هذه المشكلات. كما أن تقديم الاستشارات الأسرية يتطلب من الممارسين مهارات علمية ومهنية تضمن كفاءة وفاعلية استفادة المسترشدين. من هنا وددت تسليط الضوء على أهمية الاستشارة الأسرية ومتطلبات تقديمها ووسائل نجاحها، وتوضيح مفهوم وأساليب العلاج الأسري الذي يساعد على سعادة الأسرة، وفي هذا السياق هناك العديد من التساؤلات بحاجة للأجوبة المقنعة ومنها: ما هي العلاقة بين الاستشارة والعلاج الأسري؟ وهل للاستشارة دور في خفض نسبة الطلاق؟ وكيف تتحقق السعادة بالاستشارة والعلاج الأسري؟ وهل من حل لمشكلات المدارس الطلابية، ومساعدة الوالدين في تربية الأبناء وكيفية التعامل مع المراهقين ومعالجة الانحرافات السلوكية وتقديم العلاج السلوكي والمعرفي للأطفال والمراهقين واضطرابات المزاج، وغيرها من الجوانب التربوية، وما هو دورها في التقليل من العنف الأسري؟ كما يمكننا القول بأن لتأهيل المقبلين على الزواج والتوافق الزواجي والأسري، والمساعدة على حل مشاكل الزوجين وحالات الطلاق والانفصال والحضانة، والمساعدة على حسن الاختيار والخطبة، ومعايير العدل الأسري والتوعية بمفاهيم العلاقة الزوجية دورا مهما في تقليل نسبة العنف الأسري بمختلف أشكالها إذا ما عولجت من خلال تقديم الاستشارات البناءة قبل فوات الأوان. بالإضافة إلى ذلك يجب تحديد الأهداف، واستثمار الذات، وتحسين التواصل مع الآخرين، وعلاج الاضطرابات السلوكية وتعديلها، وتنمية الذكاء العاطفي، وتنمية مهارات الثقة بالنفس والتركيز على علاج المشكلات والخلافات التي تنشأ في الحياة الزوجية، أو العقبات التي تعترض مسيرة بناء الأسرة بعد الزواج وكذلك علاج المشكلات السلوكية لدى الأبناء في سن الطفولة أو المراهقة، مع الاهتمام بتنمية مهارات التعامل بين الزوجين ومهارات تربية الأبناء ومهارات تعامل الأسرة مع فئات المجتمع المختلفة.. كلها أمور تكمل جوانب الحياة المختلفة وتدرأ عن الأسرة العنف وتنقذها من خطر التفكك. سحر رجب ماجستير صحة نفسية واستشارات