احتلت الاستشارات النفسية الصدارة، في عدد الاستشارات التي تلقاها موقع «المستشار» التابع لجمعية البر في المنطقة الشرقية، وبلغ عددها 5005 استشارات، خلال الأشهر الستة الماضية. تليها الاستشارات الأسرية بواقع 4475 استشارة. كما كان للاستشارات الطبية نصيب، بواقع 3710 استشارات. أما التربوية فكانت في ذيل التصنيف، إذ حازت على 1713 استشارة. وتباينت الاستشارات النفسية بين اضطرابات سلوكية، وإرشادات نفسية، إضافة إلى كيفية التعامل مع الانحرافات العقلية والسلوكية، والعلاجات النفسية والاضطرابات عند الأطفال، إذ تم رصد الحالات وتقديم الاستشارة التي تتناسب معها، إما من خلال النصائح والإرشادات، أو تحويل الحالات إلى مركز التنمية الأسرية التابع للجمعية. وتضمنت الاستشارات الأسرية، مشاكل عائلية وخلافات، قد تصل إلى حد الطلاق، أو غيره، ما ينتج عنه تشتت الأبناء وضياع الأسرة وانهدامها. وتضمنت الاستشارات كيفية بناء الأسرة وربيع المراهقة، والقضايا المتعلقة بالزوجين. وتم وضع بوابة تحت عنوان الأسرة في رحاب المجتمع، إذ تم استقبال استشارات تتعلق في كيفية بناء الأسرة والتمسك بالعادات والتقاليد، والحفاظ على التلاحم الاجتماعي، والنسيج الأسري بين أفراد العائلة. وشملت الاستشارات الطبية، أنواعاً من أمراض العصر، وما يعتريها من آثار سلبية على صحة الإنسان، وانعكاساتها على المجتمع. إذ دارت الاستشارات حول كيفية التخلص من الأمراض والابتعاد عنها، وتجنب حدوثها، لبناء مجتمع سليم خال من الأمراض، خصوصاً الأمراض الوراثية والعصرية، بعد أن أصبحت تتنامى بمعدلات مرتفعة. كما احتوت الاستشارات على المسائل الطبية المتعلقة بالمرأة الحامل، والجنين، والأمراض التي تكون مُعرضة إليها طيلة فترة الحمل. وبررت الاستشارية النفسية فايزة يعقوب، في تصريح ل «الحياة»، أسباب ارتفاع الاستشارات النفسية، وتفوقها على أنواع الاستشارات الأخرى إلى أسباب عدة، منها «غياب الثقة في أشخاص يمكن اللجوء إليهم ضمن أفراد العائلة، ما يوقع الناس في حالات نفسية، وليست أمراضاً، وبالتالي تتضاعف الاستشارات النفسية، ويصبح الشخص معرضاً للوساوس، ما يعتقد أنه مصاب بمرض نفسي. إلا أنه يكون بعيداً عن ذلك، ويكون في حال اضطراب عقلي فقط، تنتهي بمجرد الحديث وفتح باب الحوار، وإيجاد حلول ناجعة ذات تأثير على المشكلة التي يعاني منها». وأبانت يعقوب، أن «الاستشارات النفسية تتصدر المرضية، والتربوية، والأسرية، بسبب الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها الشخص، فربما يعود تردي الحالة النفسية أيضاً إلى أسباب مادية أو مشاكل أسرية، أو مشكلات صحية، وما ينجم عن الأمراض العضوية، والتأثيرات النفسية، فكل المحاور سواء الأسرية أو التربوية، أو الطبية تتعلق بالجانب النفسي، فهو الأكثر تأثيراً، لذا نجده في الصدارة. كما أن إحدى المسببات لارتفاع الاستشارات النفسية، وعدم توفر لغة الحوار بين أفراد العائلة، أو وجود متنفس، ما يخلق توتراً واضطراباً في السلوك، ينجم عنه حال نفسية، قد تتحول إلى مرض نفسي، في حال لم يتم علاجها من خلال أخذ المشورة والرأي للتخلص منها».