وقّعت مجموعة «بيجو - ستروين» الفرنسية إتفاقاً مع الحكومة المغربية لبناء مصنع لتجميع السيارات السياحية المتوسطة الحجم في منطقة القنيطرة شمال الرباط، بكلفة 632 مليون دولار لإنتاج 200 ألف سيارة سنوياً موجهة إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط بحلول عام 2019. ووقع الإتفاق وزير الصناعة والتجارة المغربي مولاي حفيظ العلمي، ورئيس مجموعة «PSA» الفرنسية كارلوس تافاريس، في حضور الملك محمد السادس. والمشروع هو الأكبر من نوعه الذي تقيمه «بيجو» في المنطقة العربية - الأفريقية. وأفادت مصادر من الشركة بأن السيارات المصنّعة في المغرب ستكون من طراز «بي» و«سي» من نوع «ستروين اليزي» ، و «بيجو 301» بمعدل دمج يصل إلى 60 في المئة وقد تصل إلى 80 في المئة، حيث ستصنّع المحركات ومعظم التجهيزات الميكانيكية محلياً بالاستفادة من خبرة نحو 4500 من التقنيين والمهندسين المغاربة. وأشارت الشركة إلى أن مصانعها في المغرب ستكون الأكبر في أفريقيا ويمكنها مستقبلاً صنع سيارات موجهة لتلبية الحاجات المحلية لسوق تتجاوز بليون شخص. ورحبت النقابات العمالية الفرنسية بالمشروع المغربي، واعتبرت انه يساعد في التغلب على الصعوبات المالية التي تمر بها المجموعة داخل فرنسا وبقية الأسواق الأوروبية، وفي إمكانها الاستفادة من إتفاقات التبادل التجاري الموقّع بين المغرب والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتركيا ومصر وتونس والأردن ومعظم دول أفريقيا جنوب الصحراء. ويعتبر المغرب ثاني منتج للسيارات في القارة بعد جنوب أفريقيا، بنحو 360 ألف وحدة تُنتج في مصانع «رينو - نيسان» في المنطقة الحرة في طنجة، وتتوقع الشركة التي بدأت العمل عام 2012 باستثمار فرنسي - مغربي بقيمة 1.6 بليون دولار، أن ترفع إنتاجها إلى 450 ألف سيارة في 2016 تستوعب منها السوق المغربية نحو 50 ألفاً. وتتطلع الرباط إلى استقطاب مزيد من مصنعي السيارات خصوصاً «فورد» الأميركية التي افتتحت فروعاً لها في الدار البيضاءوطنجة لمواكبة تصنيع جزء من قطع الغيار الموجهة إلى مصانعها في أوروبا، وهي تفكر في نقل بعض مصانعها إلى المغرب بالكامل قبل نهاية العقد الحالي. وتنفذ «بومبارديه» مشروع الطيران الأكبر في المغرب، وقد بدأ في إنتاج أجزاء من طائرات رجال الأعمال «أ أر جي». ويُعد مصنعها في ميدبارك، جنوبالدار البيضاء، الذي بلغت استثماراته 200 مليون دولار، مكملاً لمصنعها في بلفاست. وقدم المغرب في معرض «لو بورجيه» الفرنسي خطته لتصنيع بعض أجزاء الطائرات التجارية وتلك المستعملة في أعمال الزراعة والرصد الجوي. وأفادت مصادر مطلعة بأن خطة التصنيع الجوي ستُعلن في الخريف المقبل، ومنها إمكان تصنيع طائرة مغربية بالكامل تحت اسم «ال اتش 10 أم» للعمل في المراقبة والتدريب على الطيران. وكان المغرب صدّر بنحو 340 مليون دولار من قطع غيار الطائرات خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة، وبلغت صادرات السيارات وقطعها 20 بليون درهم (2.2 بليون دولار) حتى أيار (مايو). ويُنجز المغرب خطة للقطاع الصناعي 2014-2020 لزيادة الإنتاج الصناعي إلى 24 في المئة من مجموع الناتج الإجمالي، من 16 في المئة حالياً، واستحداث 500 ألف فرصة عمل، ومضاعفة الإستثمارات الأجنبية المباشرة التي بلغت 12 بليون درهم (1.3 بليون دولار) في الشهور الأولى من السنة. وتعتقد الرباط أن الرهان على التصنيع قد يُسرع التنمية ويزيد فرص الإنضمام إلى نادي الدول الناشئة.