تحوّلت جزيرة بيلين البلغارية إلى محمية طبيعية تضم أنواعاً عدة من الطيور، بعدما شهدت في أواسط القرن الماضي وجود أشهر معسكر شيوعي للعمل القسري في البلاد. وباتت الجزيرة اليوم محمية طبيعية تضم 140 نوعاً من الطيور بينها البجع، ولا شيء فيها يشهد على وجود المعسكر الذي أُقفل العام 1959، بعد مقالات عدة نشرت عنه في الصحافة العالمية. مع ذلك، أخذت لجنة محلية على عاتقها مهمة إعادة إحياء ذاكرة الموقع الذي لا يزال 50 معتقلاً سابقاً فيه على قيد الحياة. وقال عضو اللجنة فلاديمير غيراسيموف إن "الفكرة تكمن في إنشاء متحف مثل معتقل بوخنفالد وغيره من المعسكرات النازية التي يمكن مقارنة معسكر بيلين البلغاري بها"، مضيفاً أنه "يجب إعادة تشكيل الزنازين. نقوم بجمع أغراض كانت عائدة لمعتقلين ورسائل وشهادات". ويروي فاندي فانديف (80 عاماً) المعتقل السابق في هذا الموقع المعروف بإسم "مركز إعادة التأهيل بواسطة العمل" خلال السنوات ال 15 التي فتح أبوابه فيها، قائلاً: إن "حياتنا في المعسكر كانت قائمة على الجوع والضرب والعمل المضني". وبين عامي 1944 و1962 سجن حوالى 23500 ألف شخص، بينهم 2100 امرأة في معسكرات العمل القسري البلغارية، وكثيرون أودعوا في بيلين أكبر المعسكرات ال 45 في البلاد مع قدرة استيعابية تبلغ 3000 معتقل. ولم يعرف عدد الأشخاص الذين قضوا خلال فترة الاعتقال، لكن المئات وربما الآلاف من المعتقلين توفوا في معسكر بيلين، بحسب شهادات معتقلين سابقين عادوا لزيارة الجزيرة نهاية أيار (مايو) لمعاينة موقع اعتقالهم السابق. وكان الهدف المعلن من معسكرات العمل القسري البلغارية الشبيهة بنظيراتها السوفياتية، إعادة تثقيف أعداء الشعب، وهؤلاء كانوا في كثير من الأحيان مجرد مواطنين عاديين تتم الوشاية بهم على أساس جذورهم البورجوازية أو بسبب إدلائهم بتصريحات مناوئة للنظام.