دريسدن (المانيا) – رويترز، أ ف ب - التقى الرئيس الأميركي باراك اوباما المستشارة الألمانية انغلا مركل في دريسدن، المدينة التي تعرضت لإحدى عمليات القصف الأكثر عنفاً التي نفذها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وأسفرت عن 35 الف قتيل. وزار معسكر بوخنفالد (جنوب شرق) الذي يرمز الى المحرقة اليهودية، حيث قضى حوالى 65 الف شخص، يرافقه مركل وإيلي فيزل، الناجي من المحرقة والحائز جائزة نوبل للسلام. ووصف فيزل (80 سنة) الكاتب الأميركي الروماني الأصل الذي اعتقل في بوخنفالد لدى وصول الجيش الأميركي عام 1945، وتوفي والده بالإسهال بعد شهور، الزيارة بأنها «مؤثرة جداً»، علماً انها شهدت ايضاً لقاء اوباما ناجين وأحفاداً ناجين من المعسكر. وأعلنت مركل، في مقابلة نشرت قبل وصول اوباما، ان «معسكر بوخنفالد وساحات معارك النورماندي ودمار دريسدن شهادات «غير مسبوقة على المعاناة الرهيبة، والمحرقة وفظائع الحرب العالمية الثانية». وأضافت: «يحتفظ الألمان بالذاكرة حية كي لا يتكرر ذلك ابداً». وفي مؤتمر صحافي عقده مع مركل، اكد اوباما إنه لم يطلب من المانيا قطع تعهدات صارمة في شأن استقبال سجناء من معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، ولم يحصل على اي وعود منها، مشدداً على تقديره انفتاح المستشارة الألمانية وبقية الزعماء الأوروبيين لمناقشة المسألة، علماً ان المانيا رفضت بخلاف دول اوروبية أخرى الموافقة على تسلم معتقلين، وحددت معايير صارمة لقبولهم. واستبعد الرئيس الأميركي حل مسألة غوانتانامو خلال شهرين او ثلاثة. وقال: «سيستغرق الأمر اكثر من بضعة اشهر، اذ يحتاج الأمر الى تقويم طويل»، مضيفاً: «تحدثنا الى الاتحاد الأوروبي عن احتمالات العمل معنا ومساعدتنا في إدارة إغلاق غوانتانامو»، علماً انه تعهد لدى توليه الرئاسة في كانون الثاني (يناير) المقبل إغلاق المعتقل بحلول مطلع العام المقبل، ويبحث عن دول تقبل استقبال المعتقلين من اجل الإفراج عنهم. واتفقت دول الاتحاد الأوروبي اول من امس على أن الدول التي تبحث استقبال معتقلين سابقين يجب ان تبلغ كل الدول الأعضاء الأخرى بالأمر، وأن تتبادل المعلومات التي تتلقاها من الولاياتالمتحدة قبل اتخاذ قرار نهائي. وأعلنت مركل إن المانيا تريد المشاركة في شكل «بنّاء» في المساعدة في حل قضية غوانتانامو، لكنها لم تعلن اي التزام بقبول سجناء. وقالت: «من لهم هدف مشترك سيجدون حلولاً مشتركة. انني مقتنعة بذلك». وتابعت : «تتواصل المناقشات في شكل مكثف، وستستمر»، موضحة ان المانيا ابدت دائماً تأييدها لإغلاق المعتقل. وذكّرت بأن سجيناً سابقاً فيه كان على صلة بألمانيا هو مراد كرناز الذي استقبل في آب (اغسطس) 2006 في بلدها، بعدما امضى خمس سنوات في غوانتانامو. وسلمت الولاياتالمتحدةبرلين لائحة تضم اسماء عشرة معتقلين لاستقبالهم في المانيا، لم تكشف هوياتهم رسمياً، لكنهم من اتنية الاويغور، الأقلية المسلمة الضطهدة في الصين. لكن الحكومة الألمانية اعلنت انها لم تتلق معلومات كافية لتحديد اذا كان هؤلاء المعتقلون خطرين.