يلفها السحر وتكسوها الروعة، كلما خطوت على أرضها فهي الجمال دون مبالغة، تزداد شوقا لها كلما ابتعدت عنها، ويزداد عشقك كلما اقتربت، طبيعتها.. أرضها.. بحرها وسكونها وسط البحر يبعث الهدوء في النفس. إنها جزيرة فرسان إحدى جزر المملكة الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية، فيها آثار ضاربة في القدم قد يصل عمرها إلى عصور ما قبل الإسلام حسب رأي الخبراء والمختصين، و فيها أماكن سياحية تستحق المشاهدة والزيارة، ومن تلك المواقع منزل الرفاعي تاجر اللؤلؤ أحمد منور رفاعي الذي يعد تحفة حقيقية في الفن المعماري، ويعكس الثراء والترف بفرسان أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ، إلى جانب قلعة لقمان أو جبل لقمان كما يسميها أهالي فرسان وتدل على أنها أنقاض لقلعة قديمة. وتتميز جزر فرسان، بالتنوع والثراء والخصوصية التي جعلت منها موقعا مناسبا لحماية وتكاثر العديد من الكائنات الحية البرية والبحرية ومقصدا للطيور المهاجرة في رحلتها السنوية من الشمال إلى الجنوب والعكس، واحتل الغزال من بين تلك الحيوانات والطيور والكائنات الحية مكانة متميزة في جزيرة فرسان منذ التاريخ القديم للجزيرة، حيث كانت قطيع الغزلان تجوب أرجاء فرسان وتقترب إلى حدود مساكن الأهالي في ألفة شهدها كبار السن الذين عملوا منذ فترات سابقة على تكاثر الغزال في أرجاء الجزيرة وحمايته من الانقراض. ويوجد اليوم أكثر من 1200 رأس من الغزلان بجزيرة فرسان، تمثل في مجملها أكبر تجمع للغزال في العالم التي تضيف بتواجدها رونقا للحياة الطبيعية بالجزيرة، وتعزز فرصة التنوع الإحيائي والبيئي الذي يمتاز به أرخبيل فرسان الواقع على بعد نحو 40 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة جازان، وهي كذلك محمية طبيعية منذ 1407ه وتحتضن نحو 145 نوعا من الطيور، وتضم أكبر تجمع للبجع الوردي الظهر في البحر الأحمر، وأكبر تجمع للعقاب النساري في الشرق الأوسط، إلى جانب أكثر من « 180» نوعا من النباتات البرية والبحرية والساحلية كالشورى، والمانجا روف، والقرم والقندل.