استنكر لبنان الرسمي والسياسي والروحي التفجيرات الإرهابية التي استهدفت أمس الكويت وفرنسا واعتداء تونس. وأبرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مديناً بشدة جريمة التفجير الإرهابي التكفيري الذي استهدف المصلين في مسجد الصادق. كما أبرق إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي مستنكراً الاعتداء الإرهابي الذي استهدف أحد الفنادق في مدينة سوسةالتونسية. واستنكر رئيس الحكومة تمّام سلام التفجير في الكويت. وقال: «امتدت يد الإرهاب إلى دولة الكويت العزيزة لتستهدف أحد بيوت الله، في يوم مبارك من أيام شهر رمضان الكريم، وتقدّم نموذجاً إضافياً عن المدى الذي يمكن أن تبلغه العقول الظلامية في المسار التخريبي الخطير الذي نشهد آثاره المتنقلة في بلدان منطقتنا العربية». وأضاف أن «هذا العمل الدنيء، الذي سبقته جريمة مماثلة في مدينة الدمام السعودية قبل أسابيع، يظهر إصرار قوى الظلام على متابعة مخططها الرامي إلى بث الفرقة وزرع الفتنة في المجتمعات العربية، والضرورة القصوى لالتزام أعلى درجات اليقظة والتصدي القوي والحازم للإرهاب بكل الوسائل المتاحة، وأولها سلاح الوحدة الوطنية». ولفت إلى أن «اللبنانيين جميعاً، يتضامنون في هذه اللحظة الحزينة مع الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً في مواجهة مثل هذه الأعمال الإجرامية». واعتبر زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري أن «الاعتداءات الإرهابية في الكويت وفرنسا وتونس، حلقة جديدة في مسلسل خطير ومشبوه، لا وظيفة له سوى الإساءة إلى الإسلام والنفخ في رماد الفتنة بين المسلمين». وقال في بيان: «التفجير الذي استهدف أحد المساجد في الكويت، والاعتداء في سوسة، يقدمان الدليل القاطع على أن خلايا الشر التي قامت بعمليات انتحارية إجرامية في الدمام والقطيف وغيرها، نفسها التي تجند أدوات الغدر لتفجير المساجد والفنادق وتشوه صورة الإسلام في عيون العالم، وتتسبب في كل يوم بوقوع القتلى والجرحى في صفوف المسلمين، بدعوى الجهاد لإقامة دولة الخلافة، ونشر الفكر المتطرف والضال على أنقاض الدول والمجتمعات»، لافتاً إلى أن «الإرهاب يعمل على خطوط الفتنة الكبرى بين المسلمين، وهو ما يجب أن يبقى محل حذر كل المعنيين في حماية الوحدة الإسلامية وقطع الطريق على المتلاعبين بسلامة البلدان العربية واستقرارها». وأضاف الحريري: «إننا إذ نعلي الصوت مجدداً ضد الإرهاب وأعماله الإجرامية، ونتوجه بأصدق مشاعر العزاء من أمير الكويت والرئيس التونسي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند». ودان الرئيس نجيب ميقاتي تفجير مسجد الصادق في الكويت، وأعلن «تضامنه مع الكويت في وجه موجة الإرهاب». واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن «تفجير الكويت حلقة جديدة من سلسلة الإرهاب التكفيري الموسومة بالوحشية والهمجية». ورأى أن «هذه الفئة المنحرفة عن تعاليم الدين اتخذت القتل مهنة لها ما يستدعي محاربتها واجتثاثها، فيتضامن المسلمون على تنوع مذاهبهم لمحاربة الفكر التكفيري لأن قتاله واجب إنساني وديني على المسلمين وغيرهم»، مطالباً الكويتيين بأن «يتضامنوا فيتحدوا وينخرطوا في معركة اجتثاث الإرهاب التكفيري». ودان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن التفجيرات، مشدداً على وجوب التكاتف والتكافل في هذا الزمن الصعب في وجه كل مخطّطات الفوضى والترهيب التي لا تميّز ولا تفرّق بين الناس، ولا تخدم سوى أصحاب المشاريع الفتنوَية وفي مقدّمهم إسرائيل»، مشيراً إلى أن «ما يجري في مختلف دول العالم يرتبط بمخطط هدفه ضرب الاستقرار والأمن، ونقل صورة خاطئة عن الإسلام والمسلمين». ودان «حزب الله» بشدة «الجريمة الجديدة التي ارتكبتها عصابات الإجرام والتكفير في الكويت واستهدفت مصلين صائمين ساجدين لله ما يشكل أبشع انتهاك لحرمة هذا الشهر الكريم ولبيت من بيوت الله». وأوضح إن «من يقومون بهذه الجرائم من أصحاب الفكر التكفيري الإرهابي الآثم يمارسون وحشيتهم ضد الجميع، فيرتكبون مجازر توازي أفظع ما شهدته البشرية على امتداد تاريخها، منفذين بذلك أهداف القوى المعادية لأمتنا عن سابق إصرار وتعمّد»، مشيراً إلى أن «هذه الجريمة الفظيعة هي إساءة إلى جميع المسلمين سنّة وشيعة في الكويت، كما أنها طعنة لكل مسلمي العالم على مختلف مذاهبهم، تقوم بها هذه المجموعة المنحرفة التي تعمل لهتك حرمة الدين الحنيف». ودعا الحزب الشعب الكويتي إلى «الصبر والتماسك ومنع الإرهابيين من تحقيق أهدافهم الدنيئة بنشر الفتنة والفوضى في هذا البلد العزيز»، مشدداً على «أهمية الجهود التي تُبذل لتحصين الوحدة الوطنية، وجميع الهيئات الحكومية والشعبية إلى التعاون والتكاتف في مواجهة هذه الجماعات الإرهابية». كما دان الحزب «الجريمة الإرهابية التي استهدفت مدينة سوسةالتونسية»، وتقدم بالعزاء من «الحكومة التونسية والشعب التونسي الشقيق وذوي الضحايا». واعتبر العلامة السيد علي محمد حسين فضل الله أن «هذا الاستهداف الآثم للمصلّين، في الكويت يقدم دليلاً إضافياً على طبيعة هذا النهج الإلغائي والإقصائي وعلى دمويته، بعيداً عن أي وازع ديني أو أخلاقي». ورأى «في هذه الجريمة المروعة استهدافاً لاستقرار هذا البلد، الَّذي يمثل نموذجاً في التعايش، وعنوان الاعتدال والوسطية والتوازن في كلّ الميادين».