في هذا العام كان فهد محتاراً ماذا يفعل! ذهب فهد إلى الجدة رورة، وقال لها: «جدتي أود أن أقوم بعمل تطوعي هذا الشهر»، فقالت الجدة: «رائع يا فهد فرمضان شهر الإحسان، ويجب ألا تفوت هذه الفرصة العظيمة»، رد فهد قائلاً: «بالطبع، ولكنني يا جدتي لا أعرف ماذا أفعل؟»، قالت الجدة رورة: «لماذا لا توزّع أطباق الإفطار على سكان الحي كما فعلت العام الماضي؟». ورد فهد: «كم أود ذلك يا جدتي لكنني مشترك في دورة لتحفيظ القرآن، وليس لدي الوقت الكافي قبل الإفطار». فقالت الجدة: «لا بأس، معاً سنجد شيئاً مناسباً لتفعله». عندما حان موعد الإفطار تجمعت الأسرة على المائدة، وجميع الأطباق تبدو لذيذة وشهية، قالت دانة: «أمي تصنع السمبوسة لنتناولها وقت الإفطار لكن عائلة صديقتي يتناولونها وقت السحور»، ونظرت الجدة رورة إلى فهد وقالت: «صحيح فإن ما نتناوله كإفطار ربما يكون سحوراً لغيرنا». لم يفهم فهد ما تعنيه الجدة رورة. وحمل فهد المتبقي من أطباق الفطور إلى المطبخ وتساءل: «ماذا كانت تعني الجدة بكلماتها؟»، قالت له الأطباق: «الجدة رورة كانت تعني أن المتبقي من الأكل من الممكن أن يكون سحوراً لشخص آخر». ابتسم فهد وقال فكرة رائعة لقد وجدت الجدة رورة الحل، سأقوم بترتيب ما يتبقى منكم يومياً وسأعطيه لمن يحتاجه حتى يكون سحوراً له، هكذا نحفظ النعم ونسعد الآخرين. ً