وجّه البرلمان السوداني الجديد انتقادات حادة إلى المتمردين الذين يقاتلون الحكومة على 3 جبهات، محذراً من أن التراخي في الحسم سيدفع بالسكان إلى مغادرة البلاد، محرضاً على استهداف قادتهم وقتلهم. وانتقد رئيس لجنة الأمن والدفاع الفريق أحمد إمام التهامي حاملي السلاح، مشدداً على ضرورة وصفهم ب «المتمردين». وأضاف: «ما لم يُحسَم التمرد نهائياً في المستقبل القريب فسنحمل متاعنا ونغادر ونترك لهم هذه البلد». في السياق ذاته، رأى رئيس الغرفة الثانية في البرلمان السابق (مجلس الولايات) الفريق آدم حامد موسى أن ضعف مخصصات الجنود دفع الحكومة في كثير من الأحيان إلى استخدام ميليشيات لحسم الصراعات. ولفت إلى الكلفة الغالية التي تدفعها البلاد في سبيل استخدام تلك الميليشيات، داعياً البرلمان إلى سن قوانين تضمن حياةً كريمة للجنود المقاتلين. وقال مساعد الرئيس السابق نافع علي نافع، إن «عدم التوصل الى السلام في البلاد سببه عدم رغبة الطرف الآخر في الحوار». وأضاف: «لن يتحقق السلام والحوار إلا إذا أسقطت الجهات المعارضة أجندتها الخاصة». وشدد على عدم التقيد بانتظارهم، مشيراً إلى أن مفاوضات السلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لن تبلغ مبتغاها إلا إذا عادت الحركة إلى رشدها. وانتقد نافع أحزاب المعارضة وطالب بعدم انتظارها للانضمام للحوار، «لأنها تحاول إسقاط أجندتها الذاتية والحزبية». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية إبراهيم غندور، أن وفداً رسمياً أميركياً سيصل إلى الخرطوم قريباً لبدء حوار رسمي بين البلدين ومناقشة القضايا التي تعطل تطبيع العلاقات بين البلدين، وذلك بعد أيام على إبقاء واشنطن اسم السودان مدرجاً على لائحة الدول الراعية للإرهاب واستمرار فرض العقوبات الاقتصادية. وقال غندور إن «الحوار مع الولاياتالمتحدة لم يبدأ بعد»، نافياً وصول المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث إلى البلاد في 1 تموز (يوليو) المقبل. في غضون ذلك، تجددت المواجهات في جنوب السودان أمس، بين الجيش والمتمردين بزعامة رياك مشار، وقال المتمردون إنهم سيطروا على منطقة دوليب جنوب ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، وكبدوا قوات الرئيس سلفاكير ميارديت خسائر في العتاد والأرواح. إلى ذلك، أعلن مراقبو الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» أمس، أن أطراف النزاع في جنوب السودان خطفت خلال الفترة الماضية ألف طفل على الأقل لتجنيدهم في آخر موجة من التجاوزات في الحرب الأهلية المستمرة منذ 18 شهراً في البلاد. ووجه تقرير أعدّه مراقبون عسكريون تابعون ل «إيغاد»، أصابع الاتهام إلى جونسون أولوني زعيم إحدى الميليشيات، الذي كان جنرالاً سابقاً في الجيش قبل انضمامه إلى المتمردين في أيار (مايو) الماضي. وأضاف التقرير أن أولوني «جنّد بين 500 وألف شاب قسرياً، عدد كبير منهم تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة»، مضيفاً أن «مئات منهم أُخِذوا خلال عمليات تفتيش للمنازل» في أوائل شهر حزيران (يونيو) الجاري، في بلدتي كودوك وواو شيلوك» في الشمال، مشيراً إلى أن «الشبان نُقلوا إلى معسكرات تدريب».