شنّ متمردون في جنوب السودان هجوما واسعا على مدينة ملكال الاستراتيجية في شمال البلاد، وفق ما قال مسؤول ومصادر إغاثية أمس. واندلعت معارك عنيفة في المدينة الواقعة في شمال البلاد الغنية بالنفط في ما بدا أنه هجوم مضاد على آخر شنته القوات الحكومية منذ أسابيع. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي إن «متمردي رياك مشار نائب الرئيس السابق هاجموا ملكال من كافة الجهات، من الشرق والغرب والشمال والجنوب، والقتال متواصل حتى الآن». وأشار إلى أن القوات الحكومية استطاعت حتى اللحظة صد المتمردين لمنعهم من السيطرة على المدينة، عاصمة ولاية أعالي النيل. وقال مسؤولون إن الهجوم بدأ عصر الجمعة إذ عمد المتمردون إلى عبور نهر النيل الأبيض بالمراكب. وأوضح ماكوي أن القوات الموالية لمشار مدعومة من قائد ميليشيا محلية من أتنية الشلك كان في السابق جنرالا لدى الحكومة، هو جونسون أولوني. وأشار ماكوي إلى أن «أولوني هو من نقل المتمردين عبر النهر إلى ملكال». وتحدث موظفو إغاثة في المدينة عن إطلاق نار كثيف ودوي قذائف مدفعية وهاون. من جهتها اتهمت السلطة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) الجمعة جيش جنوب السودان بقيادة الرئيس سلفا كير بارتكاب أعمال عنف «مرعبة وغير مبررة» بحق المدنيين خلال هجومه الشامل ضد معارضيه بقيادة نائبه السابق رياك ماشار، ما أدى لقطع المساعدات عن نصف مليون شخص. ودانت إيغاد التي تضم ثماني دول في شرق إفريقيا وتقوم بوساطة بين الطرفين «الأعمال غير المبررة والمرعبة» التي ترتكبها قوات حكومة جنوب السودان، متحدثة عن «أعمال عنف تستهدف المدنيين، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتدمير قرى بأكملها». وأكدت الأممالمتحدة وهيئات الإغاثة أن الهجوم الذي بدأ في نهاية إبريل هو من أعنف الهجمات التي شنتها القوات الحكومية خلال 17 شهرا من الحرب الأهلية حيث قام المسلحون بأعمال اغتصاب وحرق القرى ونهب المساعدات في ولاية الوحدة شمالي البلاد. واتسع الهجوم ليشمل ولايات مجاورة في الشمال والشرق. وقالت إيغاد في بيان إن «القوات الحكومية تخوض هجوما عسكريا شاملا ضد القوات المعارضة في روبكونا ومايوم وغويت وكوش وماينديت في ولاية الوحدة».