احتدمت أمس المواجهات بين عناصر المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ومسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها في محافظات تعز ومأربوعدن ولحج وشبوة والضالع، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. في الوقت ذاته شن طيران التحالف مزيداً من الغارات على مواقع للجماعة ومخازن أسلحة في صنعاء ومناطق أخرى وألقى التحالف أسلحة لمناصري الشرعية. وأكدت مصادر في مدينة تعز أن طائرات التحالف ألقت أسلحة للمقاومة في منطقة جبل حبشي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات والقصف المتبادل بالأسلحة الثقيلة في مناطق وأحياء «الجمهوري وجبل جرة والشماسي والروضة والضباب»، كما ألقت أسلحة للمقاومة في مديريتي الجراحي وجبل رأس، في محافظة الحُديدة المجاورة. وسُمِع تحليق كثيف لطيران التحالف في أجواء صنعاء وسط دويّ مضادات أرضية. وقالت مصادر أمنية إن غارات استهدفت مواقع للحوثيين جنوب العاصمة ومنازل لقادتهم، وكذلك مخازن الأسلحة والذخائر في معسكر «اللواء 25 ميكا» في مديرية عبس الحدودية التابعة لمحافظة حجة. وروى شهود أن انفجارات متلاحقة سُمِعت من المعسكر، مع تصاعد سُحُب دخان وألسنة لهب، وتطايُر قذائف عشوائياً. وذكرت مصادر على الحدود الشمالية الغربية في محافظتي حجة وصعدة، أن طيران التحالف شن غارات على مواقع للحوثيين والقوات الموالية لهم على امتداد الشريط الحدودي، مشيرة إلى إن القصف طاول قرى ومناطق المجبر والعسيلة وميدي والظاهر والحصامة ورازح. وأكدت مقتل عشرة قرب منطقة ميدي، يعملون في تهريب نبتة «القات» المخدرة. في غضون ذلك أكدت مصادر المقاومة أن عناصرها هاجموا مواقع حوثية في عدن ولحج والضالع، موضحة إن 20 شخصاً من الطرفين قُتِلوا في مواجهات تجددت شمال مدينة الضالع، في مناطق سناح وقعطبة، في ظل تقدُّمٍ لعناصر المقاومة على جبهة محافظة لحج شمال مدينة عدن. وتحدّثت المصادر عن مواجهات في محافظة مأرب النفطية (شرق صنعاء) لافتة إلى أن 12 مسلحاً من ميليشيا الحوثي قُتِلوا أمس غرب مدينة مأرب، حيث تحاول الجماعة منذ نحو عشرة أسابيع السيطرة على مركز المحافظة للتحكم بمصادر الطاقة وتأمين الطريق إلى حضرموت. وفي محافظتي شبوة وأبين، أشارت مصادر قبلية موالية للرئيس هادي إلى كرّ وفرّ بين مسلحي المقاومة وميليشيا الحوثيين، مؤكدة أن مئات المقاتلين من المحسوبين على جماعة الحوثيين تراجعوا في منطقة بيحان التابعة لمحافظة شبوة بسبب هجمات شرسة تعرّضوا لها. ويعيش معظم مناطق اليمن منذ بدء الحرب قبل نحو ثلاثة أشهر، في ظل أوضاع إنسانية مأسوية، في ظل نقص في الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، وانقطاع الكهرباء وتدفُّق مئات الآلاف من النازحين إلى مناطق آمنة. وتفشّت أوبئة وأمراض، وأفادت وكالة «فرانس برس» في نبأ من جنيف بأن منظمة الصحة العالمية أكدت الإبلاغ عن نحو ثلاثة آلاف إصابة بحمى الضنك في اليمن. وفي نيويورك يقدم المبعوث الخاص الى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد اليوم إحاطته الأولى الى مجلس الأمن في شأن نتائج المشاورات التي أجراها في جنيف بين طرفي النزاع في اليمن، في وقت لا تزال مستمرة عقدة الاتفاق على آلية تطبيق قرار المجلس 2216. ونقل ديبلوماسيون عن المبعوث الخاص عشية الجلسة أن مشاورات جنيف «لم تشهد أي اختراق لجهة توصل الأطراف الى أي اتفاق، لكنها كانت خطوة أولى يمكن البناء عليها مع الطرفين من منطلق المبادىء التي تضمنها قرار مجلس الأمن 2216». وجدد ديبلوماسيون عرب طرح ضرورة «نشر مراقبين من هيئات محايدة، قد تكون جامعة الدول العربية إحداها، بغطاء من الأممالمتحدة، لمراقبة أي هدنة قم يتم التوصل إليها في اليمن». وأوضحت المصادر العربية أن نشر المراقبين «أمر شديد الأهمية للتأكد من عدم استغلال أي هدنة إنسانية لأغراض عسكرية، على غرار ما حصل في الهدنة السابقة». وشددت المصادر على أن «الكثير من العمل لا يزال مطلوباً للتوصل الى اتفاق على آليات انسحاب الحوثيين من المدن والمناطق التي سيطروا عليها». ويقول الحوثيون وفق مصادر عدة، إنهم مستعدون للانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة، لكن اعتراضهم هو على الجهة التي يُفرض أن تستلم هذه المناطق وتستعيد الأسلحة، إذ أنهم لا يعترفون بشرعية حكومة الرئيس هادي. وفي ضوء هذا الطرح الحوثي، قال ديبلوماسي عربي إن حكومة الرئيس هادي «تؤيد نشر قوة عربية يمكن لها أن تستلم المناطق والمدن التي ينسحب منها الحوثيون، وتشرف على إعادة الأسلحة التي استولوا عليها الى المؤسسات الحكومية، على أن تكون هذه القوة العربية هي الجهة الموكلة بحفظ الاستقرار وصولاً الى تطبيق مخرجات الحوار الوطني».