أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، أن شهر رمضان المبارك «إن لم يكن سبباً لإذكاء الإحساس بهيبته وحرمته والبعد عن مشوشاته وملهياته، فإن النفس ستخبث حينئذ، فتشوش روحانيته وتوجد له جواً من المتضادات اللامسؤولة متمثلة بالسباق المحموم عبر القنوات المرئية باستنفار مثير للدهشة، إلى ما يخدش الحياء وينشر الإثم فيحلق الدين قبل أن يحلق العفاف والحياء، يأزّون من خلاله الأبصار والأسماع أزّاً، ويأطرونها أطراً على أن تجعل مفهوم رمضان أنه شهر للتسلية والترفيه بمشاهدات تضاد خاصية هذا الشهر من أفلام هابطة ومشاهد تفسد ولا تصلح وتفرق ولا تجمع». وتساءل، في خطبة أمس (الجمعة)، قائلاً: «أين هؤلاء من عقوبة انتهاك حرمة شهر الله المبارك؟ أفٍ لهؤلاء ثم أفٍ، ألا يعون قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)». وأوضح، «إذا كان شهر رمضان شهر الدعاء والذكر وطول القنوت، فحري بالمؤمن الغر ألا يزاحم شيئاً من ذلكم بصوارفها، ليستحق بذلك أن يدخل في جملة الذين إذا دعوا ربهم استجاب لهم». وختم إمام وخطيب المسجد الحرام خطبته بالقول: «أيها المؤمنون الصائمون القائمون، إنكم تقبلون في هذا الشهر إلى كريم رحيم قريب ودود، يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل، يحب التوابين ويحب المتطهرين، وإنه لأشد فرحاً بتوبة عبده وإقباله عليه ممن ضل راحلته في صحراء مهلكة ثم وجدها، فأروا الله من أنفسكم خيراً في هذا الشهر، قبل انفراط عقده وتصرم أيامه ولياليه، فإن الشهر المبارك أشد تفلتاً من الإبل في عقلها». وفي المدينةالمنورة حضّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، المسلم على اغتنام لحظات الشهر الفضيل في ما يرضي الله جل وعلا، للفوز بالدرجات العظمى، وليسعد دنياً وأخرى، لما روي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين» متفق عليه. وقال، في خطبة (الجمعة): «إن الفلاح الأتمّ، والسعادة الكبرى، تكمن في المبادرة في الخيرات، والمسابقة إلى الطاعات، والمسارعة إلى فعل القربات، والجود بكل برّ، لنيل رضا رب الأرض والسماوات، إذ كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - جواداً كريماً في حقوق ربه وحقوق الخلق، وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان عليه الصلاة والسلام (أجود بالخير من الريح المرسلة)». وعدّ رمضان «مدرسة عظيمة لتربية الإنسان على العطاء والسخاء، وعلى البذل والجود لكل محتاج ومسكين، لقوله صلى لله عليه وسلم: (ومن فطّر فيه صائماً كان له مثل أجره)».