أحكم المقاتلون الأكراد مدعومين من مقاتلين من «الجيش الحر» وغارات التحالف الدولي- العربي سيطرتهم على مدينة تل أبيض شمال سورية ومعبر حدودي مع تركيا بعد انسحاب عناصر تنظيم «داعش» منها، في وقت اتهمت كبرى الفصائل السورية المعارضة أمس «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة ل «حزب الاتحاد الكردي الديموقراطي» برئاسة صالح مسلم بشن «حملة تطهير عرقي وطائفي» ضد العرب السنة في شمال شرقي البلاد. وأبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال لقائهما في دمشق أمس «دعم التوجه نحو حل سياسي وضرورة متابعته لضمان نجاح لقاء جنيف3». (للمزيد) وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن مقاتلي «غرفة بركان الفرات» أحكموا سيطرتهم على مدينة تل أبيض بعد انسحاب تنظيم «داعش» منها، مشيرة إلى أن السيطرة جاءت بعد معارك عنيفة خاضها كلٌّ من لواء ثوار الرقة والأحزاب الكردية على أطراف المدينة، انتهت بالسيطرة عليها». وأفاد مصور وكالة «فرانس برس» بأن المقاتلين الأكراد استولوا على المعبر الحدودي بين مدينة أقجه قلعة التركية وتل أبيض السورية من عناصر «داعش». وأضاف أن العديد من المقاتلين التابعين ل «وحدات حماية الشعب» تمركزوا عصر الإثنين في القسم السوري من المعبر، بعد أن كانوا أعلنوا قطع طريق الإمداد الرئيسية ل «داعش» بين تل أبيض والرقة معقل التنظيم. وكانت تل ابيض التي يقطنها عرب وأكراد تخضع لسيطرة «داعش» منذ حوالى سنة وهي تشكل نقطة مهمة لعبور أسلحة ومقاتلين إلى سورية من تركيا. ويأتي هذا التقدم بعد سيطرة المقاتلين الأكراد الإثنين على ضاحية في جنوب شرق المدينة بدعم من التحالف الدولي- العربي. وقال ناشط من تل ابيض ل «الحياة»، إن «قرى تل أبيض الجنوبية شهدت عملية تهجير واسعة من عناصر وحدات حماية الشعب التي قامت بتهجير أهالي قرى عدة، بشكل كامل تحت تهديد السلاح وإطلاق النار على كل من يقترب من تلك القرى. كما طرد عناصر الوحدات من بقي من الأهالي لحراسة منازلهم وهم من كبار السن»، لافتاً إلى أن «الوحدات» قصفت قرية خربة الرز غرب نهر البليخ. في المقابل، انتقدت «وحدات حماية الشعب» الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب «انتهاكات وتعديها على الآخرين». وقالت في بيان: «من يلقي بهذه الاتهامات إنما يحاول تجميل صورة تنظيم الدولة الإسلامية والتهوين من إرهابه وشرعنة بقائه في المنطقة». وقال شهود عيان إن السلطات التركية سمحت أمس بدخول حوالى ألف لاجئ، ما رفع إلى 16 ألفاً عدد الذين هربوا من المعارك بين مقاتلين أكراد و «داعش» قرب تل أبيض.