عادت لوائح المطلوبين الأمنيين إلى الظهور مرة أخرى بعد غياب، عقب قائمة ال16 مطلوباً التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية أمس، لكنها هذه المرة بوجوه «صغيرة» لم يتجاوز غالبية أصحابها ال25 عاماً، لتدق بذلك ناقوس الخطر مرة أخرى، بعد اعتداءات إرهابية متلاحقة. يبدو أن ذلك الهدف أصبح قدراً في السعودية، التي طالما اتهمها البعض من المغرضين بأنها تموّل الإرهاب والجماعات الإرهابية، بيد أن الإعلان الأخير لوزارة الداخلية أمس، كان خير دليل على أنها تجابه الإرهاب وتحاربه من جهات عدة، ولم تسلم من «الاكتواء بناره» في الداخل، وعبر أبنائها «الضالين»، المنتمين إلى تنظيمات إرهابية تدّعي الإسلام. وقال خبير الدراسات الاستراتيجية عبدالوهاب المانع ل«الحياة» إن وجود المقاتلين السعوديين المغرر بهم المشاركين في الجماعات الإرهابية كالنصرة وداعش أحد الأسباب التي جعلتهم يستهدفون بلدهم السعودية، «لا يوجد لديهم تفكير أو رؤية عقلانية بخصوص المشاركة في القتال، إذ إن العاطفة الجهادية هي من حملتهم إلى مواطن الفتن التي أطلقوا عليها أرض الجهاد لمحاربة نظام الأسد والشيعة في تلك المنطقة، بيد أنه تم توجيههم إلى مسار آخر وقتل المواطنين السنُة والشيعة على حدٍ سواء». واعتبر أن تركيز التنظيم على السعودية وتوجيه حربته ضد السعودية يعزى في جزء كبير منه إلى المصالحة السعودية - العراقية، وعودة العلاقات بين البلدين إلى مسار جيد، مضيفاً: «التنظيم لا يعترف بدولة وحكومة العراق، والمصالحة بين السعودية والعراق وتشكيل التحالف الدولي ضد التنظيم جعل السعودية هدفاً مهماً للإرهابيين، ويريد النيّل منها وكل الدول المشاركة في التحالف». من جهته، أكد الأكاديمي والباحث الشرعي خالد الشهراني ل«الحياة» أن السعودية تقاتل من جميع الجبهات، وتواجه الحرب من جنوبها مع الحوثيين، وخطر الجماعات الإرهابية في الداخل، وكذلك الأمن الإلكتروني الذي بات أحد أهم مقومات الأمن الوطني، مشدداً على ضرورة مواجهة تلك الهجمات والاختراقات أو الادعاءات بالقوة، والتحصين والحماية المستمرة للمواقع والمنشآت الحساسة. وأضاف: «لم نرهم يقاتلون النظام في سورية، بل استهدفوا المواطنين في الأردن والسعودية ومصر، وهذا خير دليل على أنهم لا يتعارضون مع سياسة الأسد الإرهابية، كما أن المنظمات الإرهابية لا تحارب الأعداء، وهذه طبيعة الخوارج في كل الأزمان، ويجب الحذر من تلك المنظمات التي تهدد البلد وأمنه خلال شهر رمضان المقبل». وطالب الشهراني بضرورة توضيح فكر الخوارج، وإتاحة الفرصة لعلماء الدين وطلبة العلم في وسائل الإعلام والمنابر كافة، وذلك لتبيين خطرهم وفكرهم السيئ على الشبان، الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، لافتاً إلى وجود فروق عدة بين الفكر الإسلامي وفكر الخوارج، على رغم استخدامهم النصوص الإسلامية، بيد أنهم يؤولونها تأويلاً آخر، وهذا ديدن الخوارج قديماً.