شيعت حشود غفيرة من السعوديين عصر أمس، جثامين الشهداء الأربعة الذين قضوا في تفجير إرهابي عند مدخل جامع الإمام الحسين في حي العنود بمدينة الدمام (شرق السعودية) الجمعة الماضي، الذي أسفر عن إصابة أربعة آخرين. ووريت جثامين الشهداء في مقبرة الشهداء، ليكونوا أول من دفن فيها، بعد مسيرة تشييع استمرت لنحو سبعة كيلومترات، من جمعية سيهات الخيرية، وصولاً إلى مقبرتها سيراً على الأقدام، لينقل الشهداء في سيارات مخصصة إلى «مقبرة الشهداء» الواقعة في أطراف المدينة على طريق الدمام - الجبيل السريع. وأمَّ الصلاة على الشهداء السيد علي الناصر السلمان (إمام جامع الإمام الحسين الذي شهد الانفجار)، الذي عرض في كلمته التأبينية «مآثر الشهداء» ودورهم في حماية العشرات من المصلين. وقال مخاطباً الشهداء: «استشهادكم أبقى المئات منا، كل خير يقدمه وعمل صالح يجد مقابله، إلا تضحيتكم التي هي قمة الإيثار، والله اصطفاكم لهذه المهمة». وسار موكب التشييع الذي ضم جموعاً غفيرة، قدمت من مختلف مناطق المملكة، أبرزها الأحساءوالقطيفوالجبيل والظهران والمدينةالمنورة، إضافة إلى بقية المناطق، وامتد جموع المشيعين من ساحة الوفاء، إلى مقبرة الشهداء، مروراً بمقبرة سيهات وعدد من الأحياء والطرق التي غصت ساحاتها بالمشيعين، الذين بدأوا بالتوافد منذ الواحدة ظهراً، على رغم ارتفاع درجة الحرارة. ورفع المشيعون النعوش الأربعة فوق الرؤوس، مكللة بالورود والرياحين، وتسابق الكبار والصغار على حملها، مستذكرين الموقف البطولي للشهداء في ردع الإرهابي من دخول المسجد أثناء أداء الصلاة. وفي هذا الصدد، شارك أبناء الشهداء في تفجير مسجد القديح في تشييع شهداء العنود، حاملين الورد الأبيض، وقاموا بتعزية أهالي الشهداء الذين بدورهم قاموا بالسلام عليهم وتعزيتهم.