قُتِل 8 مدنيين ليبيين، بينهم 3 من عائلة واحدة في قصف عشوائي أصاب منطقتين سكنيتين وحديقة عامة في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وأعلن مركز بنغازي الطبي على صفحته الرسمية على موقع فايسبوك أنه تسلم جثث 7 أشخاص سقطوا أول من أمس، بعدما أصابت «قذائف عشوائية» مناطق سكنهم. وأوضح المركز الذي يضم المستشفى الرئيسي في بنغازي (1000 كيلومتر شرق طرابلس) أن من بين ضحايا القصف على منطقتي الحميضة والكيش في وسط المدينة، 3 من عائلة واحدة. كما أعلن مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في بنغازي في صفحته على فايسبوك أيضاً، أنه استقبل أول من أمس «قتيلاً و7 جرحى جراء سقوط قذيفة عشوائية في الحميضة» في حديقة عامة. ولم تتضح الجهة التي تقف وراء القصف في هذه المدينة التي تشهد منذ أكثر من سنة، معارك دامية بين جماعات متشددة بينها جماعة «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم القاعدة، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، بقيادة الفريق أول خليفة حفتر. وقتل في أعمال العنف في بنغازي، أكثر من 1700 شخص منذ بداية عام 2014. من جهة أخرى، طالب مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون، ممثلي المجالس البلدية الليبية المجتمعين في العاصمة التونسية أول من أمس، بتبني اتفاق سياسي لحل الأزمة، بعد 6 أشهر من الحوار والمباحثات التي عقدتها أطراف النزاع. ونقل الموقع الرسمي لبعثة الأممالمتحدة عن ليون قوله: «أؤكد لجميع المشاركين في الحوار السياسي بأن هذا هو الوقت المناسب للتوصل إلى حل، أمضينا 6 أشهر نتحاور ونستمع، آن الأوان لإبرام اتفاق وحان الوقت للتوصل إلى اتفاق نهائي». وأضاف: «قدمنا مقترح مسودة، ولقيت ردود فعل متباينة من مختلف الجهات الفاعلة، ونتلقى حالياً ملاحظات وتعليقات من الأطراف المعنية، وكل الأطراف المشاركة في الحوار، لتضمينها في المسودة الجديدة، التي يفترض أن تحتفظ بالعناصر الإيجابية التي تضمنتها المسودة التي قدمناها سابقاً». وأكد ليون اعتقاده «بإمكان معالجة بعض القضايا العالقة وبعض من سوء الفهم وبعض من العناصر التي لم تطمئن تماماً جميع الأطراف الفاعلة التي احتوتها المسودة الثالثة». وكشف عن عزم الأممالمتحدة الانتهاء من تحضير مسودة جديدة وتقديمها ومناقشتها من قِبَل كل الليبيين خلال نهاية الأسبوع الأول من حزيران (يونيو) المقبل أو بداية الأسبوع الثاني منه. وجدد ليون عزمه على «مواصلة بعثة الأممالمتحدة العمل على مسارات الحوار الأخرى وعقد اجتماع المسار الأمني في الأيام المقبلة نظراً إلى أهمية دور الجهات المسلحة والجيش في النزاع». من جهته، أكد وزير الشوون الخارجية التونسي الطيب البكوش على التزام بلاده عدم التدخل فى شؤون ليبيا الداخلية واحترام خياراتها بعيداً من منطق الوصاية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التونسية أمس، الإفراج عن كل التونسيين الذين كانوا محتجزين في ليبيا لدى تحالف ميليشيات «فجر ليبيا» الموالية للسلطات الموازية للحكومة المعترف بها دولياً في طبرق. وذكرت الوزارة في بيان أنه «تم الافراج عن كل التونسيين الذين أوقِفوا أخيراً في ليبيا حيث تم اليوم السبت 30 أيار (مايو) الإفراج عن الدفعة الأخيرة منهم» من دون الإدلاء بمعلومات عن عددهم. وكان القنصل التونسي في العاصمة الليبية طرابلس تحدث عن احتجاز 172 شخصاً خلال أيار، لكن السلطات التونسية تؤكد أنها لم تتبلغ بالعدد الدقيق لمواطنيها المحتجزين.